كيف اصبح مضحك

كتابة - آخر تحديث: الأحد ٢١ يوليو ٢٠١٩

الضحك

تختلف شخصيات البشر، ويظهر ذلك عبر طرق وأساليب تفاعلهم مع بعضهم، وفي المواقف المختلفة التي يتعرض لها الجميع بشكل عام. وتختلف هذه الشخصيات وطرق تفاعلها مع ما حولها باختلاف الميول، والاتجاهات، والآراء الذاتية، وأساليب وطرق التنشئة الاجتماعية والأسرية، ومدى تكيّفها مع محيطها، فتنوّعت الشخصيّات التي يمتلكها الآخرون، فظهرت العديد من الأنماط والسمات الشخصية، فظهر ما يسمى الشخصية العصبية، والشخصية الجدية، والشخصية الحنونة وغيرها، أما الشخصية المرحة أو الكوميدية فهي شخصية تحمل داخل ثناياها الكثير من التصرفات والسلوكيات المرحة والمضحكة، فتتميز بحس الدعابة وخفة الدم والتي قد تظهر أحيانا بشكل معاكس ومغاير لطريقة سير الطروف والأحداث المحيطة.[١]


ولا شك أن الفكاهة من السلوكيات الإنسانية المميزة التي تحدث في كل مكان، وفي أي تجمع، أو حتى قد يقوم الشخص بهذا النشاط وحيداً! أما الضحك فهو التعبير الجسدي أو الفسيولوجي للفكاهة، وقديماً قال المفكر الفرنسي رابليه: (إن الضحك هو الخاصية المميزة للإنسان).[٢] ويُعرّف الضحك في معجم المعاني بأنه (إصدار صوت قهقهة للتعبير عن الفرح والسرور، وضحك الشخص أي انبسط وجهه وانفرجت شفتاه وبدت أسنانه وأحدث أصواتاً متقطّعة تعبيراً عن سروره).[٣]


كيف يُصبح الفرد مضحكاً

هناك الكثير من الطرق والأساليب التي تساعد الفرد كي يصبح فرداً مضحكاً وكوميدياً، ويمكن اتباع بعض النصائح والتوجيهات التي يمكن ملاحظتها في الأشخاص الفكاهيين. ومع ذلك فإن الحس الفكاهي ليست سمة شخصية ثابتة في الفرد فالشخص ذاته هو القادر على تحديد مدى ومستوى ضحكه واستمراريته، وبإمكان الفرد أن يصبح فكاهياً إن أراد هو، أما الأساليب والطرق المطروحة في هذا المجال فنذكر منها ما يأتي:[٤][٥][٦]

  • مشاهدة ومتابعة المشاهد الكوميدية، وهي من أسهل الطرق حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن متابعة البرامج والمشاهد الكوميدية بشكل روتيني وطويل يُساعد الفرد على التمتع بحس الدعابة والفكاهة، بالإضافة إلى تعزيز الإبداع ورفع مستوى الذكاء.
  • سرد النكات بشكل مستمر والبحث عن الطريقة المناسبة لرواية النكتة المناسبة في وقتها المناسب، حيث من الممكن التدريب على ذلك أمام المرآة.
  • الحرص بأن تكون دعابة الشخص وخفة دمه تتوافق مع بنية الأفراد المحيطين حتى لا يكون مزعجاً وغير لائقٍ، بل يجب أن يمتلك الطريقة المناسبة ليسعد الناس من حوله ويدخل السرور إلى نفوسهم، أي إنه يجب عليه أن يمتلك الرؤية الاجتماعية للعالم الخارجي، وبالتالي يتسنّى له تحديد ومعرفة نوعية الأشياء التي من الممكن أن تزعج الآخرين بالإضافة إلى تعلم تقديم الرد المناسب والملائم لحدث معين في وضع معين.
  • اكتشاف الذات، ما الذي يدفع الشخص إلى الضحك والشعور بالسعادة، فالبعض قد تضحكه النكات العادية والبعض الآخر قد ينجذب ويضحك لمقاطع الفيديو الكوميدية، وهناك من لا تظهر ابتسامته الضاحكة إلا برفقة أصدقائه، وبذلك يجب معرفة الأمور التي تدعم القدرة على الضحك والسعادة، وإضافته إلى الروتين اليومي للحفاظ على المستوى اللازم والمطلوب من الضحك.
  • الاحتفاظ بالأشياء التي تُسبب الضحك كالمقاطع المصوّرة المختلفة، أو الصور، والنكات الفكاهية، أو بعض القصص والمقالات، والكتب تساعد الفرد على حفاظه على المستوى النفسي المطلوب من الضحك في حال افتقاده له.
  • المحافظة على حالة من الإيجابية بالرغم من الضغط والتوتر وتحمل الفرد للمسؤوليات وخوض التحديات المختلفة، ومن الممكن مما سبق أن ينشغل الفرد بأمور حياته الكثيفة عن الضحك فالحياة الجادة تُنسي صاحبها الشعور بالمتعة، والراحة، والإيجابية، فمن المهم إدراج الأمور التي تدفع الفرد إلى الضحك والسعادة ضمن الجدول الروتيني، والزمني، والاعتياد عليها، حيث تصبح جزءاً لا يتجزّأ من السلوكيات اليومية، وبالتالي فإن الفرد يصبح أكثر استشعاراً للسعادة والإيجابية بشكل تدريجي وأقل شعوراً بالتعب والإرهاق وزيادة القدرة على مواجهة الأحداث والمواقف اليومية الحياتية بشكل فاعل.
  • مرافقة الأطفال فهم يضحكون على كل شيئ دون تردد ودون الاكتراث إلى مدى سخافة وعفوية ما يضحكون عليه، فلا مهم غير الشعور بالسعادة والفرح، وبذلك فإن تخصيص بعض الأوقات لقضائها مع الأطفال مهم جداً لتجديد بعض خصائص مرحلة الطفولة وما تحمله من بساطة وسعادة.
  • عدم الخجل من مشاركة الآخرين بالمواضيع والمواقف المضحكة التي تعرّض لها الفرد في حياته والتي قد تكون أخطاءً فادحة أو قصص ومواقف مخجلة ومضحكة، فذلك سيجلب الكثير من الضحك والسعادة للجميع، كما أن هذا الأسلوب سيخفف من النظرة الجادة التي ينظر بها الفرد إلى حياته فيصبح أكثر مرونة وتبسيطاً للمخاوف والانطباعات الجدية والمسبقة تجاه الحياة بشكل عام.
  • استبدال حالات الشكوى واليأس بالضحك وإيجاد أي مؤثر يدعو إلى الضحك كمراقبة الأطفال ومداعبة القطط وغيرها.


فوائد الضحك

الضحك هو حالة فسيولوجية تعبر عن الشعور بالسعادة والفرح، ويُعتبر من الأدوية الطبيعية للكثير من الأعراض التي يعاني منها بعض الأفراد نتيجة التعرض للضغوط الحياتية المختلفة ويُساعد في الحد من التوتر والتحكم في الإحساس بالألم، بالإضافة إلى تقديم المساعدة الفعّالة في مُكافحة ومُحاربة الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، كما أن الضحك ينشّط الدورة الدموية ويعزّز الجهاز المناعي، وله التأثير الكبير على مستويات ضغط الدم ومعدّلات السّكري، يُضاف إلى ذلك أنه يساعد في تحسين صحة القلب حيث إن الضحك من التمارين المفيدة للقلب لرفع مستوى ضخه للدم، وأخيراً فقد أثبتت بعض دراسات الأطباء أن الأفراد الضحوكين الذين يتمتعون بمستوى عالٍ من النظرة الإيجابية للحياة لديهم القدرة الأكبر على مكافحة الضغوط والأمراض أكثر من الأفراد السلبيين غير الضحوكين، وبمعنى آخر فإن الأفراد الضحوكين يكونون في حالة أفضل من الرفاهية النفسية والمزاج المستقر.[٦]


المراجع

  1. ميمونة سعيدي (2011-2012)، بناء الشخصية الكوميدية في مسرح عبد القادر عليوة، الجزائر: جامعة وهران- كلية الأداب اللغات الفنون، صفحة 25-26. بتصرف.
  2. د. شاكر عبدالحميد، الفكاهة والضحك، رؤية جديدة، القاهرة: Kutubarabia.com، صفحة 5. بتصرّف.
  3. "تعريف ومعنى ضحك"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 21-5-2018. بتصرّف. بتصرف.
  4. " Finding the funny in life"، www.famifi.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018.
  5. "7 Health Benefits of Laughter"، www.gaiam.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018.
  6. ^ أ ب "Eight Steps to Becoming a Funnier Person"، www.psychologytoday.com، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2018. بتصرف.
279 مشاهدة