كم عدد ركعات التراويح

كتابة - آخر تحديث: الأربعاء ٢١ يوليو ٢٠١٩

صلاة التراويح

صلاة التراويح من العبادات والقُربات التي يؤدّيها المسلم في شهر رمضان المبارك، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- يَؤُمّ بالمسلمين بها، إلّا أنّه خاف من فرضها عليهم، فأمرهم بأداء التراويح في البيوت، وبقي الحال كذلك في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، إلّا أنّ خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شهدت تغييراً في صلاة التراويح، وذلك عندما رأى المسلمين مختلفين فيها، فرأى من يصلّي بمفرده، ومن يصلّي مع اثنين آخرين، ومن يصلّي لأكثر، فجمعهم على إمامٍ واحدٍ، وكان الإمام أُبَيّ بن كعب، فاجتمع المسلمون جميعاً في صلاة التراويح، والحجّة في ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (مَن صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِساباً غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ)،[١] كما احتجّ عمر بن الخطاب على ما قام به بفعل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في بعض الليالي من رمضان، كما أنّ الخوف من فرضها على المسلمين زال، والوحي انقطع، فصلاة التراويح أصبحت جماعةً من زمن عمر، واستمرّ الحال على ذلك، كما أنّه وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُرشد إلى ذلك، منها قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ)،[٢] فذلك يدلّ على مشروعية الجماعة في قيام رمضان، كما أنّه من السنن الواردة عن النبي وعن الخلفاء الراشدين من بعده، وبذلك تتحقّق العديد من الحِكَم والمصالح باجتماع المسلمين.[٣]


عدد ركعات صلاة التراويح

توسّع العلماء في بيان كيفية وعدد ركعات صلاة التراويح، ومن الفتاوى الواردة عن العلماء في ذلك ما ورد عن ابن باز، حيث قال: (وليس في قيام رمضان حدٌّ محدودٌ؛ لأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لم يُوقِّت لأمته في ذلك شيئاً، وإنما حثَّهم على قيام رمضان، ولم يُحدِّد ذلك بركعاتٍ معدودةٍ)، فيجوز للمسلم صلاة التراويح عشرين ركعة، ثمّ الوتر بثلاث ركعات، كما يجوز صلاة عشر ركعات والوتر ثلاث ركعات، ولا بأس أو حرج أيضاً من صلاة ثمان ركعات تراويح والوتر ثلاث ركعات، ولا يوجد أي بأسٍ أو حرجٍ أيضاً من الزيادة في ذلك أو النقص، إلّا أنّ الأفضل والأحسن للمسلم الاقتداء في ذلك بنبيه محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، حيث كان يصلّي ثمان ركعاتٍ، ويوتر ختاماً بثلاث ركعاتٍ، مع الحرص على الخشوع والسكينة والطمأنينة فيها، وتدبّر آيات القرآن الكريم، وذلك ما ثبت في الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، حيث قالت: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يزيدُ في رمضانَ، ولا في غيرِه، على إحدى عشرةَ ركعةً، يصلي أربعاً فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثمّ يصلي أربعاً فلا تسألْ عن حُسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلِّي ثلاثاً)،[٤] وإضافةً إلى ذلك فقد ثبت في الأحاديث النبوية أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان يتهّجد الليل بأقلّ من ذلك، وورد أيضاً أنّه صلّى ثلاث عشرة ركعةً، وكان يسّلم من كل ركعتين، وكلّ ما سبق يدلّ على التوسعة في الأمر، إلّا أنّ المسلم لا بدّ له من الحرص على الخشوع في صلاته، والاطمئنان في القيام والقعود والسجود والركوع وتلاوة القرآن، دون العجلة والإسراع، فالطّمأنينة ركن لا بدّ منه في الصلاة.[٥]


أحكامٌ متعلقةٌ بصلاة التراويح

بيّن العلماء العديد من الأمور والمسائل والأحكام المتعلّقة بصلاة التراويح التي يخطأ فيها الكثير من المسلمين في صلاتهم، وفيما يأتي بيان البعض منها:[٦]

  • تجدر الإشارة إلى أنّ صلاة التراويح هي ذاتها صلاة التهجّد، وجميعها يطلق عليها صلاة قيام الليل، ومن المستحبّ للمسلم أداؤها في المسجد جماعةً في شهر رمضان، كما يجوز له أداؤها في البيت، وقال الإمام أحمد في ذلك: (سُنة المسلمين أحبُّ إليَّ)، أي أنّ الصلاة مع الإمام في المسجد أفضل من الصلاة في البيت، وتجدر الإشارة إلى أنّ صلاة التراويح تبدأ من أول ليلةٍ من ليالي رمضان، الذي يثبت برؤية الهلال وانجلاء شهر شعبان.
  • يجوز للمرأة أداء صلاة التراويح في المسجد، إذ لا يصحّ منع المرأة من المسجد، سواءً كان ذلك في رمضان أو في غير رمضان، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (لا تَمْنَعُوا إِماءَ اللهِ مساجِدَ اللهِ)،[٧] كما أنّ المرأة بحاجةٍ إلى الزاد من الطاعة والعبادة، وممّا يدلّ على ذلك أيضاً أنّ عمر بن الخطاب جعل سليمان بن أبي حثمة إماماً للنساء في صلاة التراويح، وذلك ما سار عليه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أيضاً.
  • لم يرد أي دليلٍ من السنة النبوية يشترط تحديد تلاوة جزءٍ من القرآن في كلّ ليلة من ليالي رمضان، فالأمر فيه سِعة، وقال أبو عثمان النهدي في ذلك: (دعا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ثلاثةً من القُرَّاء فاستقرَأهم، فأمَر أسرَعهم قراءةً أن يقرأ ثلاثين آية، وأمَر أوسطهم أن يقرأ خمساً وعشرين، وأمَر أبطأهم أن يقرأ للناس في رمضان عشرين آية)، أي أنّ القراءة في صلاة التراويح تختلف باختلاف الأحوال والأوضاع، فالإمام يقرأ بالقدر الذي لا ينفّر المسلمين من حضور الجماعة، إلّا أن اتفاق الجماعة على الإطالة في القراءة لا يضرّ، وورد عن الحنفية والحنابلة استحباب ختم القرآن في صلاة التراويح من شهر رمضان، ليكونوا المسلمين قد سمعوا القرآن كاملاً في رمضان.


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2014، صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 806، صحيح.
  3. "صلاة التراويح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 738، صحيح.
  5. "عدد ركعات صلاة التراويح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
  6. "الأخطاء الخاصة بصلاة التراويح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-12-2018. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 900، صحيح.
107 مشاهدة