اتخاذ القرار وحل المشكلات

كتابة - آخر تحديث: الثلاثاء ٢١ يوليو ٢٠١٩

اتّخاذ القرار

تعترض الإنسانَ الكثير من الأمور التي تحتاج منه اتّخاذ قرارٍ وإصدار حُكم نهائيّ فيها، ومن هذه القرارات ما يكون قويّاً وصائباً، فتُغيّر مجرى حياة صاحبها وتكون سبباً لنجاحاتٍ مُتواليةٍ، ومنها ما يكون ضعيفاً، لا تُحدِث أيّ تغييرٍ ملحوظٍ يتمنّاهُ مُتَّخذ القرار. وقد بيّن إبراهيم الفقي أنّ القرارات الضّعيفة هي القرارات التي يتّخذها الإنسان ولا يستطيع تنفيذَها، فما هو القرار، وكيف يُتَّخَذ؟ هذا ما سيتمّ التعرُّف عليه في هذه المقالة.[١]


تعريف القرار واتّخاذ القرار

القرار هو (الاختيار القائم على أُسُس موضوعيّة لبديل واحد من بديلَين أو أكثر)؛ بناءً على معلومات وبيانات مدروسة اعتُمِد عليها في الاختيار، ولا يكون القرار بمعزلٍ عن الظّروف المُحيطة بالمُشكلة، أو البدائل المُتاحة.[٢] ويُعرَّف اتّخاذ القرار أو صنع القرار بأنَّه: اختيار الإنسان بديلاً من البدائل والخيارات المُتاحة؛ لتجاوُز عَقَبةٍ تعترضُ طريقهُ.[٣]


عمليّة اتّخاذ القرار

يرتبط اتّخاذ القرار ارتباطاً قويّاً بالمُشكلة؛ لأنَّ اتّخاذ القرار لا يتمّ في أغلب الأحيان إلّا بوجود مُشكلةٍ ما؛ فالمشاكل هي الباعث والمُحرِّك لاتّخاذ القرار، ويرى بعض علماء النّفس أنَّ هناك تشابُهاً وتطابُقاً بين حلّ المشكلات واتّخاذ القرارات؛ فكلاهما يتطلّبُ مهاراتٍ عاليةً في التفكيرِ، مثل: التّحليلِ، والاستقراء، والاستنباط.[٤]


حلّ المشكلات

تعريف المشكلة

يُطلَق مُصطلح المشكلة على وضعٍ مُعيَّن طرأ على الفرد؛ نتيجة تغيُّرٍ في الظّروف المُحيطة به، فيُصبح الفرد غير قادر على التكيُّف مع هذا التغير، وليست لديه القدرة على التوصُّل إلى الحلّ المنشود.[٥]


عمليّة حلّ المشكلات

يواجه الإنسان في حياته اليوميّة العديد من المُشكلات، فقد يجدها في العمل، والبيت، وبين الأصدقاء، وتحتاج هذه المشكلات منه حلّاً واتّخاذ قرار بشأنها، وإلا فقد تكون مصدر إزعاجٍ له، يعترضُ نجاحهُ وتقدُّمه. وليحلّ الإنسان أيّ مُشكلةٍ يجب اتّباع عدّة خطواتٍ للتغلُّب عليها، ويكون ذلك بمعرفة مواطن المشكلة التي تواجهه، وتحديدها تحديداً دقيقاً، ثمّ اختيار التصرّف المناسب والحلّ الأمثل، وأوّل خطوةٍ في حلّ أيّ مشكلةٍ هي تحديد مواطن الانحراف الحاصل بين ما خطّط له الإنسان، والفعل المُنجَز أو المُحقَّق، وبعد التّحديد يتمّ التصرُّف بناءً على ذلك.[٦]


كيفيّة اتّخاذ القرار وحلّ المشكلات

يعتمد اتّخاذ القرار وحلّ المشكلات على العديد من العوامل الأساسيّة، منها:[٧][٨][٩]

  • الإحساس بوجود مشكلة ما، وتحديد نوع هذه المشكلة؛ وذلك بجمع معلوماتٍ دقيقةٍ عنها، مثل: زمن حدوثها، وأضرارها.
  • البحث والتقصّي عن الحلول المُتاحة؛ للتخلُّص من هذه المشكلة، وبيان المزايا والعيوب لكلّ حلٍّ أو بديلٍ مُقترَح؛ ولإنجاح هذه الخطوة على الإنسان الاستعانة بخبرات الآخرين وتجاربهم؛ لجمع أكبر قدر مُمكن من المعلومات التي يحتاجها في اتّخاذ قراره، والاستفادة من قصص نجاحهم، بالحديث عن المشاكل التي واجهوها واتّخذوا القرارات الصّائبة فيها، وانعكاس هذه القرارات على حيواتهم العمليّة، فكانت سبباً في نجاحهم في المجتمع.
  • اختيار أفضل البدائل الموجودة لدى مُتَّخذ القرار، بعد البحث والتقصّي الدّقيق.
  • وضع معيار ثابت وإطار مُحدَّد يرتكز عليه مُتّخذ القرار في قراراته، كأن يدرس الخيارات والبدائل الموضوعة أمامه، مُحدِّداً الإيجابيّات والسلبيّات لكلٍّ منها، وقبل إطلاق الحُكم النهائيّ واتّخاذ القرار ينظر في البديل الذي وقع عليه الاختيار، وهل يتوافق مع شخصه، وأفكاره، وطموحه، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها؟ فإن وجد أنّ هذا البديل يُحقّق جميع ما سبق، فليُقدِم على اتّخاذ القرار.
  • التأنّي والتروّي قبل اتّخاذ القرار، وعدم التسرُّع في إصدار الحُكم؛ فسرعة اتّخاذ القرار طريقةٌ خاطئةٌ، تنمّ عن عدم التفكير الجليّ، وعدم وضوح الرّؤية لدى مُتّخذ القرار؛ لذلك عليه إعطاء الموضوع الأهميّة القصوى، والتفكير بعقلانيّة، بعيداً عن الانفعال، والتوتُّر، والغضب، وتجنّب اتّخاذ أيّ قرار وهو في مزاج سيِّئ؛ لأنّ القرارات في مثل هذه الأوقات غالباً ما تكون خاطئةً تفتقد الحكمة، والنّظرة المُستقبليّة الصّائبة.
  • عدم الخوف من الخطأ في اتّخاذ القرار، وجعل هذا الخوف مُبرِّراً وسبباً لعدم اتّخاذ القرار، وإيجاد حلٍّ للمشكلات؛ فالإنسان ليس معصوماً من الخطأ، وليس مطلوباً منه أن يكون كلّ ما يصدر عنه صحيحاً وصائباً دائماً، بل المطلوب منه أن يبذُل قصارى جهده، ويأخذ بالأسباب المُعينة على نجاحه في خطوته التي سيُقدم عليها.
  • الثّقة بالنفس؛ فعلى مُتّخذ القرار أن يكون واثقاً بقدراته وأفكاره، وأنّه شخصٌ متميّز، يستطيع أن يُصدر القرار المناسب، وأن يجد الحلول لأصعب المشكلات، وأنّه يستطيع القيام بأمور لا يستطيع غيره القيام بها، وإيجاد الحلّ المناسب لمُشكلته دون الاعتماد على الآخرين في اتّخاذ القرارات عنه.
  • إبحار مُتّخذ القرار في عالم اليَقَظة، وإطلاق العَنان للأفكار الجميلة التي تحمل في طيّاتها الهدوء والسّكينة والسّعادة؛ فينظر إلى المشكلة التي تواجهه على أنّها مرحلةٌ بسيطةٌ وستنتهي، أو أنّه انحرافٌ سهلٌ في مجريات الحياة، ويمكن اجتيازه بنجاح.


محظورات حلّ المشكلات

هناك محظورات يجب تجنُّبها والابتعاد عنها في حلّ المشكلات، ومنها:[١٠]

  • الخلط بين المشكلة الرّئيسة، وما يترتّب عليها من مشاكل فرعيّة.
  • التسرُّع وعدم التروّي في إصدار الحلّ للمشكلة، وعدم أخذ الوقت الكافي لدراسة المشكلة وأبعادها، وطُرق معالجتها.
  • النّظر إلى المشكلة من جانب واحد، والبُعد عن الشّمولية فيما يترتّب على الحلول المُتاحة؛ من إيجابيّات وسلبيّات.
  • الاكتفاء بأول بديلٍ مُتاح يجده الشّخص لحلّ المشكلة، وترك البحث والتقصّي عن بدائل أخرى، قد يكون وجودُها أنسب وأنجح في حلّ المشكلة.
  • الهروب من المشكلة، وعدم التّصدي لها ومواجهتها، أو اللجوء إلى الحلول المُسكِّنة لها.


المراجع

  1. إبراهيم الفقي (2008م)، فن وأسرار اتّخاذ القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: بداية للإنتاج الإعلامي، صفحة: 21، جزء: 1. بتصرّف.
  2. خلاصي مراد (2006م - 2007م)، اتّخاذ القرار في تسيير الموارد البشريّة واستقرار الإطارات في العمل (الطبعة الأولى)، الجزائر: جامعة منتوري- كلیّة العلوم الإنسانيّة، صفحة: 30، جزء: 1. بتصرّف.
  3. محمد عبد الله عبد الرحيم (2007م)، حلّ المشاكل وصنع القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: مركز تطوير الدّراسات الهندسيّة العُليا والبحوث في العلوم، صفحة: 9، جزء: 1. بتصرّف.
  4. مركز التوجيه والإرشاد، الإبداع في حلّ المشكلات، السعودية: مركز التوجيه والإرشاد، صفحة: 4. بتصرّف.
  5. مركز التوجيه والارشاد، الإبداع في حلّ المشكلات، السعودية: مركز التوجيه والإرشاد، صفحة: 2 . بتصرّف.
  6. محمد عبد الله عبد الرحيم (2007م)، حلّ المشاكل وصُنع القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: مركز تطوير الدّراسات الهندسيّة العليا والبحوث فى العلوم ، صفحة: 5، جزء: 1. بتصرّف.
  7. مبارك عامر بقنة، "خطوات لاتّخاذ القرار"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2017م. بتصرّف.
  8. محمد عبد الله عبد الرحيم (2007م)، حلّ المشاكل وصنع القرار (الطبعة الأولى)، القاهرة: مركز تطوير الدّراسات الهندسيّة العليا والبحوث في العلوم ، صفحة: 9-12، جزء: 1. بتصرّف.
  9. دونا واتسون (2007م)، 101 طريقة بسيطة لتكون ناجحاً مع نفسك (الطبعة الأولى)، الرياض: العبيكان، صفحة:27،15، جزء: 1. بتصرّف.
  10. وليد فتحي (2011م)، قررت أن أغير حياتي (الطبعة الثالثة)، صفحة 220 - 221، جزء 1. بتصرّف.
مجلوبة من "https://mkaleh.com/index.php?title=طريقة_عمل_الصفيحة_باللحمة&oldid=306215"
221 مشاهدة