سبارتا مدينة التربية العسكرية
لفظ سبارتا من اللغة الإنجليزية، أما لفظ أسبرطة من اللغة اليونانية، ومدينة سبارتا هي مدينة يونانية، ذات كيان سياسي، أسسها لاكديمون ابن زيوس، وظهرت في القرن العاشر قبل الميلاد، أي قبل تسعمائة عام قبل الميلاد، وكانت النزعة العسكريّة مهيمنة على السلطة في المدينة، ونشأت المدينة من تجمع أربع قرى مع بعضها البعض، وهي: قرية ميسوا، وقرية بيتاني، وقرية لمناي، وقرية كينوسورا.
الموقع
تقع مدينة سبارتا جغرافياً في منطقة لاكونيا الواقعة في الجنوب الشرقيّ من البيلوبونيز، وقامت المدينة وبنيت على ضفاف نهر يوروتاس، والذي كان يقوم على تغذية المدينة بالماء العذب، ويحد المدينة من جهة الغرب جبل تايجتوس المرتفع عن سطح الأرض ألفين وأربعمائة وسبعة مترات، ويحدّها من جهة الشرق جبل بارنون الذي يرتفع عن سطح الأرض ألف وتسعمائة وخمسة وثلاثين متر، كما تنفصل عن لاكونيا بمرتفعات جبلية ترتفع عن سطح الأرض بألف متر، وتلك الجغرافية الممتازة جعلت المدينة محصنة طبيعياً، وتملك المدينة خليج اللاكوني الذي يتميّز بميناء جايثيو.
السكان
مجتمع مدينة سبارتا يتألف من ثلاث قبائل، ويتصف بأنه مجتمع ذكوري، يقوم على تهميش المرأة ودورها، وعندما يصبح عمر الأولاد في سن الأربعة عشر يبدؤون التدريبات العسكرية المكثفة وتستمر التدريبات إلى عمر العشرون عام، ثمّ من عمر العشرين إلى عمر الثلاثين عام يلتحقون بالجيش، أمّا من أعمارهم أكثر من ثلاثين يقومون بالاجتماع في النوادي الرجالية، ويتناولون الطعام معاً.
سبارتا العسكرية
بعد حرب الميسنية الثانية، والانتصار بها، زادت ثروة المدينة، وقامت بالتوسع بنفوذها المعنوي والواقعي على المدن الإغريقية المجاورة لها، ثم ارتأت بأن تكون دولة عسكرية، بمعنى أن العسكر سيحكم المدينة، وأصبحت المدينة ذات أهداف توسعية دوماً، وأن تكون الحرب وسيلة للردع ووسيلة للكسب، والقيام بتعظيم القوة العسكرية، بحيث كان الجندي يحصل على درجات عالية وراقية في السلم الاجتماعي، ونشأ عن الحكم العسكري ظهور أنظمة الحاميات، وتدريب جميع أفراد المدينة سواء كانوا ذكوراً، أو إناثاً على أساليب القتال والحرب.
الدولة والدستور
سمّي دستور مدينة سبارتا بريترا الكبرى، وكان ينص على:
- أن اثنان من الملوك يجب أن يحكمو سبارتا، لكن يجب أن يكون أحدهم أوريبونتيدي، والآخر أجيادي.
- ويكون في الدولة مجلس للشعب، ويسمى جيروزيا.
- أن تتواجد جمعية للجيش.
وقام الدستور على تحديد السلطات، وتحديد المهام لكل مما سبق.
بعد فترة من الزمن، قام ليكروجوس بتكوين نظام عسكري جديد، حيث تحدث بأن أسوار المدينة لا تحميها، بل يجب على أبنائها حمايتها، وقد قام بسن العديد من القوانين، منها:
- بأن الدولة هي ملك لجميع شعبها.
- سنّ بإلزام تدريب الفتيات، بحيث يكونوا أمهات أبطال.
- سنّ بإلزام تدريب الشباب، بحيث يكونوا جنود أقوياء.