محتويات
الحجر الأسود
الحجر الأسود هو أشرف حجر على وجه الأرض، ويُعتبر أشرف جزء في الكعبة أيضاً، يقع الحجر الأسود في الجهة الشرقيّة من الركن اليماني الثاني للكعبة، ويتكوّن الحجر الأسود من خمسة عشر حجراً، ثمانية منها ظاهرة لنا بأحجام مختلفة أكبرها بحجم حبّة التمر، ويُقدّر طولها بذراعٍ واحدٍ فقط، أمّا السبع الأُخريات فيُقال أنّها من ضمن بناء الكعبة المشرّفة، ويُقال أنّها مُغطّاة بمعجون مُكوّن من مزيج العنبر، والشمع، والمسك، وموجودة على رأس الحجر الأسود ويراها المعتمر أو الحاج عند تقبيله للحجر، ويرتفع الحجر الأسود بمقدار متر ونصف عن الأرض، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ طمس اللهُ نورَهما ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ)،[١] وأيضاً ورد ذكره في العديد من الأحاديث الأخرى التي ثبتت عن الرسول عليه الصّلاة والسّلام، والتي تحدّثت عن أهميّة الحجر الأسود.[٢]
ما هي قصّة الحجر الأسود
تعرّض الحجر الأسود لأحداث تاريخيّة عديدة، ولكن أمر الله وقدرته حفظت لهذا الحجر مكانته، فيما يلي أهمّ الأحداث:[٢]
- رُوي أنّ عمرو بن الحارث خرج بالحجر الأسود ودفنه في منطقة زمزم ثمّ خرج، إلّا أنّ امرأة من بني خزاعة رأته وأبلغت عن مكان دفنه فأعادوه إلى مكانه.
- تعرّضت مكّة المُكرّمة في زمن الجاهليّة للمهاجمة من رجُل يُدعى تبع وحاول أخد الحجر الأسود ليُرسله إلى اليمن، ولكن والد السيّدة خديجة رضي الله عنها واجه تبع وكان له موقف عظيم في حماية الحجر.
- أصاب الكعبة حريق أضعف حجاراتها وأوهن بُنيانها، فاحتارت قُريش في أمر هدمها حتى جاء الوليد بن مغير واقتلع أول حجر منها.
- ورد في السيرة النبويّة للرسول عليه الصّلاة والسّلام قبل البعثة بأنّ قريش قامت بتجديد الكعبة، وقد شارك الرسول عليه الصّلاة والسّلام أبناء قومه في نقل الحجارة، وحين همّوا بوضع الحجر الأسود في مكانه اختلفوا بينهم على من يقوم بوضع الحجر فكلّ منهم يطمح أن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، وكاد النزاع يدُبّ بينهم حتّى اتّفقوا في الاحتكام لأوّل رجل يدخل عليهم في البيت الحرام، فإذا بالرسول عليه الصّلاة والسّلام قادم، فهتفوا جميهعم بالصادق الأمين رضينا، وأخبروه بنزاعهم، فأشار الرسول عليه الصّلاة والسّلام عليهم بوضع الحجر الأسود على ثوب، ثمّ أمر كل قبيلة بمسك طرف من الثوب ثمّ القيام برفعه جميعاً، وحمله الرسول عليه الصّلاة والسّلام بيديه الشريفتين، ووضعه في مكانه وأنهى النزاع فيما بينهم.
- إنّ أشد حادث تعرّض لهُ الحجر الأسود حين قام حاكم القرامطة واسمه أبوطاهر القرمطي بمهاجمة الكعبة وسرقة الحجر الأسود وتغييبه عن مكانه لمدّة 22 سنة وكان ذلك في سنة 317هـ، وغيّبوه بمنطقة تُدعى قرية الجش، وأمر حاكم القرامطة أهل القطيف بالحج لهذه المنطقة لكنهم رفضوا تلك الأوامر وقتلهم، وحاولوا الأمراء مفاوضته على الحجر الأسود لكنه رفض، ثمّ في عام 339هـ تمّ رد الحجر الأسود إلى الكعبة المُشرّفة.
- دار قتال بين الصحابي عبدالله بن الزبير الذي كان مُختبأً داخل الكعبة، والحصين بن النمير الذي رمى الكعبة بالمنجنيق فشبّت النار بها، وبناءً على ذلك بنى الصحابي عبدالله بن الزبير أول قلادة فضية للحجر الأسود حفاظاً وصوناً له، ثمّ تتابع بعض الخلفاء والحكام بتجديد تلك القلادة.
- أمّا في العصر الحالي، عام 1351هـ، فتمّ أخذ عيّنة من الحجر الأسود وأُضيف عليها معجون المسك والعنبر، ثمّ قام الملك عبدالعزيز رحمه الله بوضع قطعة تلك العيّنة مكانها.
حكم تقبيل الحجر الأسود
يُستحب استلامه وتقبيله أثناء طواف المعتمر أو الحاج، وقد أجاز بعض علماء المالكية بتقبيله بغير وقت الطواف، ويجب على المسلم أن يتيقن أنّ الحجر الأسود حجراً لا يضُر ولا ينفع، وإنّما المقصود من تقبيله عبادة يُقصد بها التقرّب إلى الله عزوجل فقط واتباع سنّة نبيّه الرسول عليه الصّلاة والسّلام،[٣] وقد ثبت[٤] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُقَبِّلُك ما قَبَّلْتُك).
فضل الحجر الأسود
الحجر الأسود هو حجر من الجنة قام جبريل عليه الصّلاة والسّلام بوضعه أول مرة أثناء تشييد سيدنا إبراهيم وإسماعيل البيت الحرام، وقال الرسول عليه الصّلاة والسّلام فيه: (نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضاً من اللبن، فسودته خطايا بني آدم).[٥] ورد فضل ومسح تقبيل الحجر الأسود في قول الرسول عليه الصّلاة والسّلام: (إن مسح الحجر الأسود والرّكن اليماني يحطان الخطايا حطاً)،[٦] أي دلالة أن مسح وتقبيل الحجر الأسود تغفر ذنوب العبد.[٧]
المراجع
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 11/185 .
- ^ أ ب د.خالد سعيد النجار، "الحجر الأسود تاريخ وأحكام"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2016. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من تقبيل الحجر الأسود"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2016. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن عبدالله بن سرجس، الصفحة أو الرقم: 2399.
- ↑ رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 877 .
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 2194.
- ↑ "الحجر الأسود"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15-5-2016. بتصرّف.