الرثاء
الرثاء هو أسلوب من الأساليب الشعريّة التي تقوم على وصف خصال الميت الحسنة وتعدادها، مثل الكرم، والعفة، والشهامة، والحكمة، والعقل، ويكون الرثاء بإظهار مشاعر الفجع، والحزن، والتعازي على المتوفى، كما تتعدد أصناف الرثاء بتعدد أصناف المرثي بهم.
للرثاء ثلاثة أصناف، حيث يتمثل الصنف الأول في رثاء الإنسان، مثل الرثاء العائلي للوالدين، أو الأشقاء، أو الزوج، أو الأجداد، ورثاء الأصدقاء، ورثاء أصحاب النفوذ، أما الصنف الثاني فيتمثل في رثاء غير الإنسان، مثل رثاء الحيوانات الأليفة، والمدن، ومظاهر الحضارات الإسلاميّة، أما الصنف الثالث فيتمثل في رثاء الراثي لنفسه التي غدت مرثيّة، وبذلك يتحوّل الرثاء إلى شعور بالغربة والحنين الوجودي، ويمكن ملاحظة هذا النوع من الرثاء بوضوح في القصائد الرثائيّة للشاعر ابن حمديس الصقلي.
معنى الرثاء في اللغة
يرتبط المفهوم اللغوي لكلمة الرثاء بالنحيب والبكاء على الموتى، وذكر محاسنهم، أما مصدر كلمة رثاء فأتى من الفعل رثى، كما يشير الفعل رثى في أصوله اللغويّة إلى الشعور بالتوجع والشفقة.
عناصر الرثاء
تتمثل ألوان الرثاء في ثلاثة أنواع وهي الندب، والعزاء، والتأبين، وتتألف القصيدة الرثائية من بنيان ذي قوام متماسك يعتمد على أربعة عناصر رئيسيّة هي:
- حتمية الموت: هو العنصر الأول من عناصر القصيدة الرثائيّة، وبه يتم الاستهلال في القصيدة وافتتاحها.
- التفجع: هو العنصر الثاني من عناصر القصيدة الرثائيّة، وبه يتم ذكر أسباب الموت، وكيفيّة حصوله، وزمانه، ومكانه، بالإضافة إلى ذكر تأثير هذه الفاجعة في أهل الميت، وأصدقائه، والشاعر نفسه.
- التأبين: يتمثل في ذكر خصال الميت الحسنة وتعدادها، وتختلف هذه الخصال باختلاف عمر الميت، فإذا كان شاباً يذكر الشاعر خصالاً معينة له مثل الكرم، والشجاعة، والعدل، وحسن الأخلاق، أما إذا كان طفلاً أو صبياً فيذكر خصال البراءة، والطهارة، وإذا كان شيخاً كبيراً في السن فيذكر معاني الوقار، والتديّن، والورع، والحكمة.
أشهر شعراء الرثاء
- الخنساء: هي تماضر بنت عمر سليمة، شاعرة مخضرمة عاصرت كلّاً من العهد الجاهلي والعهد الإسلامي، وعُرفت بأنّها من الصحابيات الصالحات، وبرعت في تنظيم القصائد الرثائيّة، ومن أشهرها قصيدتها في رثاء أخيها صخر.
- فاطمة الزهراء رضي الله عنها: من أشهر قصائدها الرثائيّة ما نظمته في رثاء والدها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
- أبو ذؤيب الهذلي: من أشهر قصائده الرثائيّة ما نظمه في رثاء أبنائه الأربعة.
- علي الحصري القيرواني الضرير: اشتُهر بديوانه الرثائي وهو اقتراح القريح واجتراح الجريح، والذي نظمه في رثاء ولده.