الأطفال هم زينة الحياة الدنيا ، ولا يمكننا أن ننكر أن الحياة معهم هي أجمل وأكثر متعة ، لذلك فهي مليئة بالمرح والابتسام والضجيج والصراخ. عندما تتزوج الأمرأة ، فإنها تأمل أن تكون والدة طفل صغير ، تقوم بتربية ورعاية الطفل منذ طفولته إلى أن يصبح شخصًا مسؤولًا واعيًا وصانع القرار ، على الرغم من عمره في ذلك الوقت ، لكنها تراه ذلك الصبي الصغير الذي يبكي عندما يكون جائعا ويحتاج إلى حنان والدته. عندما تصبح حاملاً ، وفي بطنها الذي ينمو فيه الجنين ، تعتني به وتهتم به حتى أثناء وجوده في بطنها ، لذلك ترى أنها تتناول الفيتامينات والمقويات من اجل ان يكون جسمك صحي جيد البناء كما تحب ان تراه. أثناء الحمل الأول ، يجلس هذا الطفل الصغير ورأسة للأعلى، والمقعدة في أسفل الرحم. وعند الوصول إلى موعد ولادته لمدة خمسة أو أربعة أسابيع ، فإن هذا الولد الصغير سوف يدور، ويصبح رأسه إلى الأسفل والمقعدة إلى الأعلى، ثم سيكون هذا المغامر الصغير مستعدًا للنزول ومواجهة هذه الحياة.
في وقت الولادة ، سوف تنزل السدادة ، وتكون عبارة عن مجموعات من الدم التي تسد عنق الرحم عند النساء ، لحماية الجنين وعندما تنزل السدادة، يصبح الغشاء المحيط بالجنين ممزقا ، بحيث سوف يخرج الطفل المغامر، وعندما يتمزق الغشاء تلقائيًا ، فإن السائل المحيط بالجنين الذي كان يغذي هذا الطفل ينزل في الحال ، عبر عنق الرحم والمهبل ويسمى السائل الأمنيوسي ، وفي ذلك الوقت تشعر المرأة بالألم و تشنجات مماثلة لتشنجات الدورة الشهرية، ولكن مع مزيد من الألم ، بحيث تلك الانقباضات تكون متباعدة في البداية ثم تبدأ في الزيادة مع مرور الوقت، ويصبح الرحم مع زيادة تلك الانقباضات أكثر أتساعاً للأستعداد لخروج الجنين ، وكذلك المهبل يتمدد ويتسع. يبدأ الجنين في النزول بقوة الدفع التي تقوم بها الأم بمساعدة الطبيب، ثم يبدأ رأس هذا الطفل الصغير في الظهور من خلال المهبل ، وبقوة الشد التي تظهرها الأم ، يخرج الطفل الصغير المغامر إلى مواجهة الحياة، وسبحان الله الخالق الذي خلق شغف الأمومة حتى تنسى الأم كل تلك الآلام، بمجرد أن تنظر إلى طفلها ، وتلمسه ، وتشعر به ، وتسمع صوته يبكي ويصرخ من شدة من جوعه وحاجته لأمه ، فلا تشعر بأي ألم وإرهاق وتستقبله بفرح، والحلويات المعدّة لأستقبال من يهنئها على وصول طفلها الصغير الذي يملأ حياتها. ومع كل هذا الإرهاق والإخلاص والحب الذي تعطيه الأم لطفلها ، ألا يجب أن تكرم أمك أيها الصغير ، وأن تعتني بها وهي كبيرة وقد كانت تعتني بك وأنت طفل؟