محتويات
مرض الإيدز
لا يزال مرض الإيدز (بالإنجليزية: Acquired Immunodeficiency Disease) واختصاراً (AIDS) قضية صحية عالمية كبرى، حيث أودى بحياة أكثر من 35 مليون شخص حتى الآن،[١] ويُعتبر مرض الإيدز المرحلة الأخيرة من مراحل الإصابة بفيروس عوز المناعة البشريّ (بالإنجليزية:Human immunodeficiency virus) الذي يهاجم الجهاز المناعي الذي يشكل خط الدفاع الطبيعي للجسم ضد الأمراض، وفي مرحلة الإيدز يُعدّ جهاز المناعة في أضعف حالاته ولا يعود قادراً على مقاومة مختلف أنواع الأمراض والعدوى.[٢]
اكتشاف مرض الإيدز
تشخيص مرض الإيدز
إنّ الطريقة الوحيدة التي تؤكد إصابة الشخص بالإيدز هي إجراء الفحوصات المخبرية، ومن هذه الفحوصات ما يلي:[٣]
- اختبار الحمض النووي: يعتبر اختبار الحمض النوويّ (بالإنجليزية: Nucleic acid test) دقيقاً في المراحل الأولية للإصابة بالعدوى، حيث إنه يكشف عن وجود الفيروس في الدم أو كميته، ولكن يعتبر هذا الاختبار مكلفاً ولا يستخدم بشكل روتيني لفحص الأفراد، ويُفضل إجراء فحوصات أخرى بالتزامن مع اختبار الحمض الأمينيّ في حال أعطى نتيجة سلبية للتأكد من صحة النتيجة.
- اختبار مولدات الضد والأجسام المضادة: ينتشر استخدام اختبار مولدات الضد والأجسام المضادة (بالإنجليزية: Antigen/antibody test) في الولايات المتحدة، ويمكن تعريف الجسم المضاد على أنّه جسم يفرزه جهاز المناعة في الإنسان في محاولة مقاومة الجسم الغريب الذي يُهاجمه والذي يُعرف بمولد الضد، وفي حال إصابة الشخص بفيروس عوز المناعة البشريّ يظهر مولد ضد يُعرف بـp24 قبل أن يُنتج جهاز المناعة الأجسام المضادة، ويُعنى اختبار مولدات الضد والأجسام المضادة الذي يُجرى في المختبرات بالكشف عن هذه الأجسام والمولدات.
- اختبار الأجسام المضادة: وفي هذا النوع من الاختبارات يُجرى الكشف عن وجود الأجسام المضادة لفيروس عوز المناعة البشريّ، ويمكن إجراء هذا الفحص بالمختبر بأخذ عينة دم من الوريد لتظهر النتيجة بعد عدة أيام، أو بأخذ عينة من سوائل الفم لتظهر النتيجة بعد 20 دقيقة، ويمكن إجراء الفحص في المنزل بأخذ عينة دم من الإصبع بعد وخزه بإبرة مخصصة لهذا الغرض ثم إرسال العينة لمختبر موثوق للحصول على النتيجة.
أعراض الإصابة بفيروس عوز المناعة البشريّ
تختلف أعراض الإصابة بفيروس عوز المناعة البشريّ من شخص إلى آخر، وتختلف باختلاف المرحلة التي وصل إليها المرض، ويمكن تصنيف الأعراض بالاعتماد على مرحلة المرض كما يأتي:[٤]
- المرحلة المبكرة: يُعاني 40٪ إلى 90٪ من المصابين في المرحلة المبكرة من أعراض تشبه الإنفلونزا، وتتمثّل بالحمّى، والقشعريرة أو البرد، والطفح جلدي، والتعرق الليلي، وآلام العضلات، والتهاب الحلق، والإعياء، وانتفاخ العقد الليمفاوية، وتقرحات الفم، وتظهر هذه الأعراض في غضون 2-4 أسابيع بعد الإصابة بفيروس عوز المناعة البشريّ، وتستمر لبضعة أيام إلى عدة أسابيع. وهناك أشخاص آخرون لا تظهر عليهم أي أعراض خلال هذه المرحلة، ومن الجدير بالذكر أنّ هذه المرحلة تُعرف أيضاً بالعدوى الحادة لفيروس عوز المناعة البشريّ.
- المرحلة الكامنة: وتُعرف المرحلة الكامنة (بالإنجليزية: Latency Stage) أيضاً بالمرحلة المزمنة من عدوى فيروس عوز المناعة البشريّ، وعلى الرغم من بقاء الفيروس نشِطاً في هذه المرحلة؛ إلا أنّه يتكاثر بمعدلات منخفضة جداً ولا يتسبب بظهور الأعراض، ولكن قد تظهر بعض الأعراض البسيطة في هذه المرحلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المرحلة غالباً ما تستمر لعشر سنوات في الحالات التي لا يخضع فيها المصاب للعلاج، وبالمقابل قد تستمر المرحلة لأكثر من ذلك في حال تلقّي المريض العلاج المناسب بالطريقة الصحيحة وبشكلٍ يوميّ، وتكمن أهمية استمرار هذه المرحلة في إبطاء تقدّم المرض إلى مرحلة الإيدز الأشد خطراً.
-
مرحلة الإيدز: يُعتبر الانتقال إلى مرحلة الإيدز أكثر المراحل خطورةً، وفي الحقيقة ينتقل المصاب إلى هذه المرحلة في الحالات التي يمتنع فيها عن تناول الأدوية المضادة لفيروس عوز المناعة البشريّ، وبالوصول إلى هذه المرحلة يفقد جهاز المناعة عمله بشكلٍ تام، فيُصبح الإنسان أكثر عُرضة للإصابة بالعدوى الانتهازية (بالإنجليزية: Opportunistic Infection) والأمراض المختلفة، ونتيجة لذلك قد يُعاني المصاب من مجموعة من الأعراض، ومنها ما يلي:
- الفقدان السريع للوزن .
- الحمّى المتكررة أو التعرق الليلي الشديد.
- التعب الشديد وغير المبرر.
- تورم الغدد الليمفاوية في الإبطين، أو أصل الفخذ، أو الرقبة لفترات طويلة.
- الإسهال الذي يستمر لأكثر من أسبوع.
- ظهور التقرحات في الفم، وفتحة الشرج، والأعضاء التناسلية.
- الالتهاب الرئوي.
- البقع الحمراء، أو البنية، أو الوردية، أو الأرجوانية التي تظهر على الجلد أو تحت الجلد أو داخل الفم، أو الأنف، أو الجفون.
- فقدان الذاكرة، والاكتئاب، واضطرابات عصبية أخرى.
طرق انتقال الإيدز وعوامل الخطورة
في الحقيقة لا ينتقل فيروس عوز المناعة البشريّ بالتعامل السطحي مع المصابين كالمصافحة، ومشاركتهم الطعام والشراب، والعناق، وإنّما ينتقل بحدوث اتصال مع سوائل جسم المصاب مثل السائل المنويّ، والإفرازات المهبلية، والدم، وحليب الثدي، ويمكن حدوث هذا الاتصال بممارسة بعض التصرفات، ومنها ما يلي:[١]
- ممارسة الجنس دون واقٍ بغض النظر عن نوعه.
- معاناة المصاب من أحد أنواع العدوى التي تنتقل جنسياً كالزهري (بالإنجليزية: Syphilis)، والهربس، والكلاميديا (بالإنجليزية: Chlamydia)، والسيلان (بالإنجليزية: Gonorrhoea)، والتهاب المهبل البكتيري (بالإنجليزية: Bacterial vaginosis).
- الخضوع لبعض أنواع العلاج غير الآمن مثل عمليات نقل الدم (بالإنجليزية: Blood Transfusion)، وعمليّات نقل الأعضاء (بالإنجليزية: Organ Transplantation)، والحَقن بالإبر الملوّثة بدم المصابين.
- الإصابة العَرَضية غير المقصودة بالإبر الملوثة، وخاصةً بين العاملين في القطاع الصحيّ.