محتويات
الحسد
إنّ الحسد أمر حقيقي، وواقعي، وليس خيالاً كما يعتقد البعض، فهناك أشخاص يتعرضون للأذى نتيجة هذا الحسد، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الفلق، حيث تبدأ أعراضه مع الإنسان من خلال الحزن، الذي قد يقود الإنسان إلى الاكتئاب، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية، مثل آلام الرأس، وآلام أطراف الجسد، وقلة نشاط الجسم، وهنا يتساءل الشخص عن كيفية التخلص من الحسد، وهذا سيكون موضوعنا مقالنا.
كيفية التخلص من الحسد
من الممكن التخلص من حسد الناس من خلال الإيمان أولاً بوجوده، فالإنسان يجب أن يعلم بأنّ الحسد موجود، ويُصدّق المسألة، ثم بعد ذلك عليه اتباع عدة أمور، وهي كالتالي:
الالتزام الديني
يجب على الإنسان الذي يسعى للتخلص من الحسد أن يحافظ على العبادات اليومية من صلاة، وقراءة قرآن، وقراءة المعوذات، وهي سور الإخلاص، والفلق، والناس، بحيث يقرؤهم بعد كل صلاة، كما يقرؤهم قبل النوم، ولا مانع من أن يداوم على قراءتهم سائر يومه، ثم عليه أن يستمر بقراءة القرآن الكريم بشكل دائم وغير متقطع، وبهذا الالتزام والتقرب إلى الله عز وجل، فإنه يستطيع التخلص من الحسد قدر الإمكان.
التحفظ في الحديث
يجب على الشخص أن يكون متحفظاً في حديثه، ويحتفظ بخصوصيته لنفسه، ولا يذيع هنا وهناك بما يحصل معه من أمور جيدة في حياته، ويجب عليه أن يختار الناس الذين يجلس معهم للحديث عن نفسه، وما يحصل معه، ومشاركتهم فرحته، لأن الحسد قد يحصل للشخص من لسانه، وأقواله مع الناس، فيبدأ من حوله من أصحاب النفوس المريضة بحسده، وتمني حصولهم على ما يملكه، خاصة إن كانوا يكرهونه، ويبغضونه.
التحفظ في التصرفات
قد يتصرف الإنسان بتصرفات أمام الناس يُحسد عليها، كالترف في اللباس، وصرف المال أمام الآخرين، لذلك على الشخص أن يتعايش مع الناس الذين حوله بمستواهم، ولا يعني هذا أن يعيش الإنسان بحالة فقر وهو ميسور الحال، ولكن عليه أن يُشعر من حوله بأن حالهم حاله، وإلا فقد يأتيه الحسد من حيث لا يعلم، فليترك الشخص محاولة التباهي، والتفوق على من حوله من الناس ليحمي نفسه من الحسد وعواقبه.
كيفية تغيير الحاسد لنفسه
إنّ ما تحدثنا عنه سابقاً من حلول هي نصائح للتخلص من الحسد الواقع علينا، ولكن ما الحل إن كان الشخص هو الذي يحسد الناس، هنا يجب عليه أن يعرف بأن المسألة بحاجة إلى مجاهدة، ومثابرة، وصبر، فالإنسان أدرى بنفسه من غيره، ويعرف دواءها، ويستطيع التخلص من هذه الصفة السيئة من خلال تذكر الموت دائماً، فذلك يساعده على التقليل من الطمع، والأمل في الدنيا.
كما عليه الاهتمام بالتخلص من عيوبه، والتحلي بالقناعة، ويرضى بما أنعمه الله عليه، ويحاول التقليل من الاختلاط بالناس، ويشتغل عنهم بملء وقته بالأمور المفيدة، وينظر دائماً إلى من هم أقل منه، وإن نظر لمن هو أعلى منه عليه أن يدعو له بالزيادة والبركة.