محتويات
سورة الكهف
سورة الكهف هي سورة مكية، وهي السورة الثامنة عشر في القرآن الكريم، وعدد آياتها مئة وعشر آيات، حيث إنّ هذه السورة تتوسط القرآن الكريم، وتحتوي سورة الكهف على عددٍ من القصص التي ذكرها الله تعالى لما فيها من الموعظة والحكمة للناس، ولكي يتعلم الناس من قصص الأمم التي سبقتهم، وذكرت هذه السورة خمس قصصٍ وهي: قصة أصحاب الكهف، والتي سميت السورة على اسمهم، وقصة صاحب الجنتين، وقصة آدم وإبليس، وقصة موسى والعبد الصالح، وقصة ذي القرنين.
القصص الخمسة في سورة الكهف
قصة أصحاب الكهف
وهي القصة التي نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم عند محاولة قريشٍ اختبار الرسول صلى الله عليه وسلم فبعثوا إلى اليهود، وأشاروا عليهم أن يسألوا النبي الكريم عن قصة أصحاب الكهف، فأنزل الله تعالى هذه الآيات عليه صلى الله عليه وسلم مبيناً صدقه لهم، ومخبرهم بقصة أصحاب الكهف، ومبيناً له صلى الله عليه وسلم ولقريشٍ بأنّ قصتهم ليست بالأمر العظيم في قدرة الله تعالى وآياته المعجزة.
وقصة أصحاب الكهف هي أنّهم بضعة فتيةٍ آمنوا بالله تعالى، فهداهم إلى طريق الرشاد والصلاح، وقرروا بعد ذلك الخروج عن قومهم والهروب منهم خشية الوقوع بالفتنة، فذهب هؤلاء الفتية إلى الكهف وعندما دخلوه، جلس كلبهم الذي رافقهم على الباب ليحرسهم، وأنامهم الله مدةً طويلةً هو أعلم بها، يقلبهم من جنبٍ إلى الآخر كما قال تعالى: (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللهِ مَن يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا) [الكهف: 18] حتى أحياهم الله مرةً أخرى فبعثوا أحدهم إلى المدينة ليشتري لهم بعض الطعام وهم يجهلون المدة التي لبثوها، ولكنّ أهل المدينة استنكروه لشكله ومظهره ولباسه ودراهمه التي كان يحملها، إذ إنّه خلال رقودهم لهذه المدة الطويلة كانت قد تغيرت أحوال الدنيا فبعثوا به إلى الملك خوفاً من أن يكون جاسوساً، وهنا ذهب مع الملك إلى الكهف، ودخل على إخوانه وأخبرهم بالمدة التي رقدوها من دون طعامٍ أو شرابٍ، ويقال إنّهم ماتوا بعد ذلك وبقوا في الكهف.
قصة صاحب الجنتين
وهي القصة الثانية في سورة الكهف والتي تتحدث عن شخص مؤمنٍ بالله تعالى وآخر كافرٍ به والحوار الذي دار بينهما، حيث أعطاهما الله تعالى مالاً فأنفق المؤمن ماله في مرضاة الله تعالى بينما جحد الكافر بنعم الله تعالى عليه فكانت له جنتان وأولادٌ ومالٌ وفير، وكان يتفاخر بهذا المال كلّه أمام المؤمن ويستهزئ به ويشكك في قدرة الله تعالى فيقول: (وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا) [الكهف: 36]، فأخذ المؤمن يحاوره ويبين له آيات الله تعالى في الأرض وأدلّة على قدرته تعالى على البعث والإحياء، ولكن محاولات هدايته للكافر كانت بلا جدوى، فدمّر الله تعالى جنتيه، وحينها ندم الكافر على جحده لنعم الله تعالى وأصبح يتمنى لو أنّه آمن وتواضع.
قصة آدم وإبليس
تذكر سورة الكهف بشكلٍ مختصرٍ قصة آدم عليه السلام وإبليس اللعين عند تكبره على الله تعالى، وعدم سجوده لآدم عليه السلام عندما أمره الله تعالى والملائكة بهذا، ويحذر الله الناس من اتخاذه وذريته أولياء من دونه تعالى.
قصة موسى والخضر
تتحدث هذه الآيات عن جانبٍ آخر من حياة موسى عليه السلام، إذ إنّه عليه السلام كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في البخاري أنّه سُئل أيّ الناس أعلم؟ فقال موسى عليه السلام: أنا، فعاتبه الله تعالى، إذ إنّه لم يردّ العلم إليه وأمره أن يذهب إلى شخص أعلم منه وأعطاه العلامة وهي أن يحمل حوتاً مملوحاً معه هو وفتاه وحيث يفقدانه يكون ذاك الرجل، وعندما وجدا الخضر طلب منه موسى عليه السلام أن يعلمه إلّا أنّه قال له إنّه لن يصبر على ما سيراه منه؛ لأنّه لم يعلم السبب وراءه، وحينها أخبره موسى عليه السلام بأنّه سيكون صابراً إن شاء الله وسيطيعه، وكان شرط الخضر عندها ألا يسأله عن أيّ شيءٍ حتى يحدثه به هو من نفسه، فانطلقا مع بعضهما ومرا على ثلاثة مواضع ذكرها الله تعالى، إلّا أنّ موسى عليه السلام لم يطق وعاود سؤاله في كلّ مرةٍ، وحينها أخبره الخضر بالأسباب التي دفعته لفعل ما فعله وفارقه، وبهذا يعلمنا الله تعالى أنّ علمه لا ينفد وأنّ علمنا هو جزءٌ صغير جداً لا يذكر مقارنةً بعلمه سبحانه وتعالى.
قصة ذي القرنين
ذو القرنين هو ملكٌ صالح عادلٌ بلغ أقصى الشرق والشمال والغرب والجنوب ونشر العدل في الأرض، فأخبر الله تعالى قصته وكيف سار في الأرض من قومٍ إلى قومٍ آخر؛ ليحلّ لهم مشاكلهم بما مكّنه الله تعالى به في الأرض، وبما أعطاه من الحكمة حتى وصل إلى قومٍ قريبين من يأجوج ومأجوج فاشتكوا له من الضرر الذي لحقهم من يأجوج ومأجوج من القتل وغيره، فساعد ذو القرنين أولئك القوم، بما أعطاه الله تعالى من العلم ببناء سدٍّ عظيمٍ يحجب يأجوج ومأجوج عن الناس، وهو السدّ الذي حدثنا القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم عنه أنّ فتحه وخروج يأجوج ومأجوج منه سيكون عند اقتراب الساعة.