عقد البيع
البيع من الأمور التي حلّلها الله في الحياة الدنيا لقوله تعالى: (وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا) [البقرة: 275]، وعقد البيع هو عقد يتم بموجبه نقل ملكية البائع، أو نقل حق مالي يخصه إلى المشتري، وذلك مقابل مبلغ مالي يتفقان عليه بالتراضي بين الطرفين، ويعتبر العقد ملزماً للجانبين، وتتعدد أنواع عقود البيع، فمنها ما هو عقد اختياري، وهو أكثر أنواع العقود انتشاراً، ومنها ما يسمى بعقد الوفاء، حيث يتم بموجب هذا النوع من العقود منح البائع فرصة للمشتري لتجربة المادة المُباعة خلال فترة زمنية قصيرة، أما النوع الثالث فهو عقد بيع الحقوق المتعارف عليه.
شروط عقد البيع الصحيح
يترتب على عقد البيع الصحيح شروط والتزمات، حيث يجب أن تتوافر فيه جميع أركان العقد، ودون هذه الشروط يعتبر العقد باطلاً، ومن هذه الشروط ما يتعلق بالعاقدين، وما يتعلق بالشيء المباع، وسنبينهما فيما يأتي:
شروط العاقدين
- يجب أن يضم العقد طرفين وهما: البائع و المشتري، فيُشترط حصول الإيجاب والقبول من الطرفين بالاتفاق والتراضي بينهما، فلا يجوز بيْع الكاره، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّما البيعُ عن تراضٍ...) [صحيح].
- يُشترط البلوغ والعقل الراشد لكلا العاقدين، وأن يكون لديهما حرية التصرف، فبيع المجنون باطل، وبيع المهدد المجبور باطل أيضاً.
- يُشترط أن يمتلك البائع الشي المباع امتلاكاً كاملاً، حتى يتم تسليمه للمشتري.
شروط المعقود عليه
- يُشترط أن يكون الشيء المباع حلالاً ومباحاً شرعاً، فلا يجوز التجارة بالمبطلات التي تذهب العقل، وتؤذي المجتمع، كالخمر والمخدرات.
- يُشترط أن يكون المعقود عليه معلوماً بين الطرفين، وموصوفاً بوصف دقيق، كما يُشترط وجوده أو القدرة على تسليمه.
- يجب أن يكون الثمن معلوماً بين الطرفين، ويُشترط أن يخلو الشيء المباع من الرهون.
صيغ عقود البيع
- العقد الكتابي: هذا النوع من العقود يحمي حقوق الآخرين، ويسد أبواب النزاع والخصومات، وهو عقد موثق ومدون بالكتابة، يذكر فيه اسم البائع واسم المشتري والشيء المعقود عليه، ويشمل جميع تفاصيل البيع، وهذا النوع من العقود يضم ذوات الثمن المرتفع؛ كالأراضي والأملاك، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) [البقرة: 282].
- العقد الفعلي: وهو عقد يتم من خلال الفعل، وهو ما يُسمى بالمعاطاة، فالبائع يعطي المشتري الشيء المتفق عليه، والمشتري يأخذه بدوره، ويدفع ثمنه للبائع، وهذا النوع من العقود غالباً ما ينطبق على الشيء البسيط، كبيع المواد الغذائية.
- العقد الشفوي: هو عقدٌ قوليّ يتم بين البائع والمشتري، وينعقد بالإيجاب والقبول الشفهيين من غير كتابة، فالبائع يقول بعتُك هذا الشيء، والمشتري يقول: وأنا اشتريت منك.