فريضة الزكاة
تعتبر الزكاة من أهم فرائض الدين، فهي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، وهي الفريضة التي أوجبها الله تعالى في أموال الأغنياء والموسرين حقاً معلوماً للفقراء والمساكين، وثمار هذا الفريضة العظيمة تظهر في آثارها الطيبة على الفرد والمجتمع على حد سواء وبما يعزز يقين الإنسان المسلم بحكمة الشرع من إيجابها على الموسرين.
معنى الزكاة
الزكاة في اللغة من التزكية والتطهير والنماء، أما في الاصطلاح فهي نصيبٌ مقدر شرعاً في أموال الأغنياء والموسرين التي تبلغ نصاباً ويحول عليها الحول، ومصارف الزكاة سبعة، هي: الفقراء والمساكين، والعاملين عليها، والغارمين، وفي الرقاب، وابن السبيل، وفي سبيل الله.
ثمار الزكاة التربوية
- تربي الفرد المسلم على طاعة الله تعالى ورسوله: فقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بدفع زكاة أموالهم، وإن الاستجابة لهذا الأمر الإلهي، واتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام في ذلك مما يجعل المسلم مستقيماً يسر وفق أوامر الله تعالى ومنهجه وشريعته، وما ينتج عن ذلك من الآثار الطيبة في حياة الفرد والمجتمع، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [البقرة: 254].
- تزكي النفس الإنسانية وترتقي بها: فالزكاة لها آثارها التربوية المؤكدة في تطهير النفس الإنسانية من الذنوب والمعاصي وما يلحق بها من الآفات، ذلك أنّ المسلم الذي يدفع زكاة ماله يكفر الله له بهذا العمل من سيئاته وذنوبه، ويبدله بها حسنات مضاعفة.
- تجعل المسلم يقف مع الأخرين: كأن يستشعر حاجاتهم وهمومهم وما يؤذيهم من ضنك الحياة و مشاقها، فالمسلم الذي يدفع زكاة ماله يدرك حاجة الفقير وفرحته بالمال الذي يأتيه، واللقمة التي تغنيه، أكثر من المسلم الذي يمتنع عن دفع زكاة ماله.
- تزرع روح المودة والألفة بين الناس: فالفقير والمسكين وصاحب الحاجة عندما يدرك وجود فئةٍ من المسلمين تشعر بحاجته وعوزه، فإنّ ذلك يحدث في نفسه أثراً عجيباً يجعله يحب أخاه المسلم، ويحب مجتمعه الإسلامي الذي يعيش فيه، وهذا يؤدي إلى القضاء على مظاهر الشحناء والبغضاء في المجتمع.
- تقي الفرد المسلم من شح النفس والبخل: الذي يعد من آفات النفس الإنسانية، فالمسلم عندما يدفع زكاة أمواله فإنه بذلك يربي نفسه على البذل والعطاء، ويحصنها من الشح والإمساك.
- تعمق إيمان المسلم بأن المال الذي بين يديه والذي يدفع زكاة أمواله إنّما هو مال الله: وأنّه مستخلفٌ فيه، وأنّ هذا المال ما هو إلا نعمةٌ من نعم الله التي تستجوب شكره جل وعلا.