تطوُّر علم الجغرافيا
على الرغم من أنّ اليونانيّين القُدامى لم يكونوا أوّل من استخدم الخرائط، إلّا أنّهم أثَّروا بشكل كبير في علم الجغرافيا؛ حيث وضعوا خرائط دقيقة جدّاً غطَّت اليونان، وأجزاء من أوروبّا، وأفريقيا، وآسيا، كما أنّهم طرحوا أسئلة عدّة تتعلَّق بالظواهر الطبيعيّة، والنمط الذي تحدث به، حيث قادتهم هذه الأسئلة إلى استنتاج أنّ الأرض كُرويّة، وساعدهم ذلك في حساب مُحيطها. أمّا بعد الإغريق فقد كان للمسلمين دور بارز في تطوُّر علم الجغرافيا في العصور الوُسطى؛ حيث وضعوا أوّل خريطة مستطيلة تشبه الخرائط المُستخدَمة حاليّاً، كما اهتمّوا بدراسة أنماط الطبيعة؛ لمعرفة الأماكن المناسبة لزراعة المحاصيل المختلفة، وفي الفترة نفسها استخدم الصينيّون البوصلة للمرّة الأولى في التاريخ، ممّا أحدث تطوُّراً كبيراً في مجال الملاحة، وفتح الباب أمام البحّارة؛ لاكتشاف أجزاء واسعة من سطح الأرض، وشَهِد منتصف القرن الخامس عشر أيضاً بداية عصر الاكتشافات؛ حيث بدأ الأوروبّيون برحلاتهم البحريّة إلى شَتّى أرجاء العالَم، وفي هذه الفترة انتشرت الخرائط، وزادَت دقّتها مع الزمن، ومع المزيد من الاكتشافات التي لا زالت مُستمِرّة.[١]
إسهامات العُلماء في علم الجغرافيا
أطلق إراتوستينس (بالإنجليزيّة: Eratosthenes) اسم الجغرافيا عليها، كما وضع واحدة من أولى الخرائط قَبل الميلاد، كما أنّ من أهمّ إنجازاته وَضعُه لمبدأ خطوط الطول والعرض، أمّا الإدريسيّ، فقد كانت له في القرن الثاني عشر إنجازات عدّة؛ حيث وضع العديد من الخرائط التي تتعلَّق بأوراسيا، وشمال أفريقيا، وضمَّن خرائطه جميعها تفاصيل عن المناطق المذكورة فيها، ومن العلماء الذين كان لهم دورٌ كبير في علم الجغرافيا: ألكسندر فون هومبولت، وإيمانويل كانت، وكارل ريتر، وفي النهاية أرنالدو فوستيني الذي سُمِّيت فُوّهة على سطح القمر باسمه.[٢]
ما هو علم الجغرافيا
يُعَدُّ علم الجغرافيا العلمَ الذي يدرس الأرض من حيث الخصائص الفيزيائيّة لسطحها، بالإضافة إلى التأثير البشري في سطحها، علماً بأنّ كلمة جغرافيا تعني بالإغريقيّة: كتابة الأرض، ومن الجدير بالذكر أنّ هناك فرعان لعلم الجغرافيا، وهما:[٣]
- الجغرافيا الفيزيائيّة: وهي التي تدرس الظواهر، والخصائص الطبيعيّة لسطح الأرض .
- الجغرافيا البشريّة: وهي التي تدرس تأثير الحضارات، والمجتمعات البشريّة في سطح الأرض، وبالمُقابل تأثير التغيُّرات الطبيعيّة في الحضارات البشريّة.