بماذا تشتهر جزر المالديف

كتابة - آخر تحديث: الأربعاء ٢١ يوليو ٢٠١٩

مقدمة

هي مجموعةُ جُزُرٍ صغيرة، تتألف من ست وعشرون جزيرة، تضم مائة واثنين وتسعون بعد الألف من الجزر المرجانية (1192)، مائتان منهم مأهولة بالسكان، تقعُ في المحيطِ الهندَّي في الجهة الجنوبية الغربية للهند بقارة أسيا، تبلغُ مساحتها حوالي ثلاثمائة واثنين كيلو متر مربع (302كم2)، ويبلُغ عدد سكانها حوالي (345.023) نسمة، جُلُّهُم يعتنقون الديانة الإسلامية (فهذا هو قانون البلاد، والذي ينصُ على أنَّه لا يحمل جنسية البلاد غير المسلمين)، لغتهم الرسمية هي اللغة "الديفيهي"، والتي تحتوي على ألفاظٍ عربيةٍ كثيرة، وعاصمتها " ماليه"، وعلّمُها أحمر يتوسطه مستطيلٌ أخضر فيه الهلال، وهو رمزٌ للإسلام، وعملةُ البلاد الرسمية هي " روبية المالديف"، في السادس والعشرين من كانون الثاني/ ديسمبر للعام الميلادي 2004، وبعد زلزالٍ قد ضربَ المحيط الهندّي، حدثت كارثة في جزر المالديف، فقد دمرت أمواج "تسونامي" مُعظم جزر المالديف، ولم تنجُ من تلك الأمواج سوى تسعُ جزر، فحُطِمَت ست جزر، كما توجَّب على حوالي أربعة عشر جزيرة أن يقوموا بالإخلاء الكامل، وتعرضت أربعة وعشرون جزيرة إلى ضررٍ جُزئي، وقد تعرض اقتصاد البلاد لضربةٍ مُوجعة، حيث قدرت الخسائر بأربعة ملايين دولار أمريكي، وهو ما يُعادل ثُلث الناتج المحلي، وقد لقيَّ مائة وثمانية أشخاص حتفهم في هذه الكارثة، إلاَّ أنَّ الدولة نهضت من جديد، واستطاعت أن تتعدى الأزمة.


أصل التسمية

لقد كان يُطلقُ على جزر المالديف في قديمِ الزمان اسم "ذِيبة المَهل"، وقد ذكر ابن بطوطة هذا الاسم في وصف رحلاته، ويُعتقدُ أنَّها قد حُرِّفَت إلى "مل ذيب" من قِبَل الإفرنج، ثم تمَّ تحريفها بالإنجليزية فأصبحت Maldives، فحرفت على ذلك، ولكنَّ أهلها وحتى يومنا هذا يستخدمون اسم "ذيبة المُهل"، وسكانها صيادون قد وصلوا إليها من الهند وسيرلانكا.


تاريخ جُزُر المالديف

اهتمت بها الحكومة مُنذ بداية العقد السابع من القرن الماضي، ويُعتبر موقع جزر المالديف وتاريخها العريق هو الجاذب الأكبر للسُّيَّاح من كلِّ أنحاء العالم، لقد انتشر الإسلام في جزر المالديف بفضل الشيخ الداعية (حافظ بن بركات البربري المغربي)، ففي العام الميلادي 1153، استطاع الداعية أن يُقْنَعَ ملك البلاد آنذاك وهو (أحمد شنورازة)، أن يترك البوذية ويعتنق الإسلام، وقد أسلم لذلك سكان البلاد، وأقدم (الملباريون) على غزوِها في العام الميلادي 1752، واحتلَّها البريطانيون في العام الميلادي 1887، فضمَّتها لسيرلانكا، والتي كانت مستعمرة للبريطانيين، ولما استقلت سيريلانكا عن بريطانيا في العام 1948 أعطت المالديف حُكْمَا ًذاتي، وقد نالت المالديف استقلالها التام في العام 1968 ميلادي، حيث انضمت بعدها إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وذلك في سبعينيات القرن الماضي، وأضع بين أيديكم تاريخ جزر المالديف، وجميع التغيرات التي طرأت على أحوال البلاد السياسية:

  • في القرن الخامس قبل الميلاد استطاع البوذيون القادمون من الهند وسيريلانكا أن يصلوا لجزر المالديف ويُعَمِّرُوهَا.
  • في العام 1153 ميلادي دخلت جزر المالديف في الإسلام.
  • في العام 1558 ميلادي احتلَّها البرتغاليون.
  • في العام 1654 ميلادي احتلها الهولنديون.
  • في العام 1796 ميلادي احتلها البريطانيون.
  • في العام 1887 ميلادي أصبحت جُزُر المالديف مستعمرة بريطانية تابعة لسيريلانكا.
  • في العام 1965 حازت جُزر المالديف على الاستقلال.
  • في العام 1968 أصبح الحُكم في جزر المالديف جمهوريا.
  • في العام 1975 انضمت جزر المالديف إلى الأمم المتحدة.


أهم المدن في جزر المالديف

مدينة ماليه

وهي عاصمة جزر المالديف، فهي أهم مدينة وجزيرة في البلاد، وعلى الرغمِ من صغر مساحتها، إلاَّ أنَّها الميناء الرئيسي في جُزُر المالديف، تتميزُ عن غيرِها من المدن بأسواقها ومساجدها وشوارعها الصغيرة المُتَشابكة، يبلغُ طولُ جزيرةِ ماليه اثنين كيلو متر مربع، وعرضها اثنين كيلو متر مربع، ويسكُن فيها ما يُقارب خمس وستون ألف نسمة، وقد يصل إلى مائة ألف نسمة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار تواجد السُّيَّاح والعمال الأجانب، فجزيرة ماليه من أكثر الجزر جذبا للسُّيَّاح.

مدينة أدو المرجانية

وتسمى أيضا أدُّو، وهي ثاني أهم مدن البلاد، يبلغ عدد سكانها حوالي خمس وثلاثون ألف نسمة، كما أنَّ لغتهم تختلف عن لغة سائر الجُزُر، اتخذتها بريطانيا قاعدة عسكرية لها بعد الحرب العالمية الثانية، وقد أنشأت بها بريطانيا أيضاً قاعدة جوية، هذا الأمر أعطاها أهمية كبيرة، كما أنَّ سكانها حاولوا أن يستقلوا عن البلاد.

أهم المعالم السياحية في جزر المالديف

  1. منتجع جزيرة هيلينجيلي: وهو من أشهر منتجعات الدولة، ويعتبر مكانا مثاليا للغواصين.
  2. منتجع اداران كلاب رانالهي: وفيه يستمتع الزوار بالرياضة المائية، إلى جانب الأمسيات الفنية الرائعة.
  3. ميدان الجمهورية: وتقام فيه التجمعات الاجتماعية والترفيهية.
  4. المتحف الوطني: يضم مجموعة كبيرة من المعروضات التاريخية والتي تُجسد تاريخ البلاد.

الاقتصاد في جزر المالديف

اشتهرت جُزُر المالديف منذ القِدَم بالعنبر، والأصداف، والتُونة المُجفَّفَة، وجوز الهند، وقد عُرِفت هذه الجُزر باسم جُزر المال، وذلك في القرنِ الثاني الميلادي، وقد أطلقَ عليها العرب اللذين كانوا يسيطرون على تجارة المُحيط الهندي آنذاك، وكانت الأصداف التي تنتجها جُزُر المالديف تُستَخدم كعملةٍ دولية. عملت حكومة المالديف على تنمية الاقتصاد، واهتمت بموارد الدولة وموقعها المُمَيَّز، كما وسمحت الحكومة بالمزيد من الاستثمارات الخارجية والأجنبية، ويقوم الاقتصاد المحلِّي في جُزُر المالديف في الوقتِ الحالي على السياحة كمصدرٍ أول للدخل، ثمَّ على الصيد.

السياحة

وتُشكِّل حوالي ثمانية وعشرون بالمائة من ناتجِ الدخل القومي، وقد اهتمت بها الحكومة مُنذ بداية العقد السابع من القرن الماضي، ويُعتبر موقع جزر المالديف وتاريخها العريق هو الجاذب الأكبر للسُّيَّاح من كلِّ أنحاء العالم، وقد عملت السياحة في جُزر المالديف على ضخِّ الأموال والاستثمارات في البلاد، وقامت التنمية الاقتصادية الواسعة والشاملة لكلِّ القطاعات.

الثروة السمكية

قبلَ ظهور السياحة في البلاد كان الصيدُ هو المصدر الأول الذي يعتمد عليه اقتصاد جزر المالديف، وذلك لموقع الجزر في المحيط الهندِّي، وتشتهر جُزر المالديف بتجفيف التونة.

السياسة في جزر المالديف

إنَّ النظام المَتَّبع في جُزر المالديف هو النظام الجمهوري، فالرئيس هو رئيس الحُكومة، وهو الذي يُعَيِّن الوزراء، يتم انتخابه كل خمس سنوات مرة، والدستور في جُزر المالديف يمنعُ غير المسلمين من التصويت.


الرياضة في جزر المالديف

لقد اهتمت حكومة وشعب جُزر المالديف بالرياضة، وخصوصا في كرة القدم، فقاموا بالمشاركة في مناسباتٍ رياضيةٍ عدة، وهناك دوري جُزُر المالديف لكرةِ القدم، وهو دوريٌّ مُنْتَظَمْ، وقد قامت جُزُر المالديف باستضافة بطولة كأس التحدي الأسيوية 2014، وفي التالي تفصيلٌ لهذا الأمر:

استضافة كأس التحدي الأسيوي

استضافت جُزر المالديف النسخة الخامسة من كأس التحدي الأسيوي (2014)، تلك الكأس التي كانت بمثابة فرصة تحقيق الحلم لدولٍ ناشئة كُرَوِياً في الاتحاد الأسيوي، وكانت أهمية تلك البطولة تكمنُ في أنَّ من يفوز بها يتأهلُ مباشرة إلى أمم أسيا 2015 للمرة الأولى في تاريخه، وقد كانت المنافسة تدورُ بين (منتخب البلد المضيف - جُزُر المالديف-، ومنتخبُ فلسطين، ومنتخبُ أفغانِستان، ومنتخبُ الفِلِبِّين، ومنتخبُ بورما، ومنتخب قَرْغَيْزِسْتِان، ومنتخب تُركْمَانِسْتَان، ومنتخبُ لَاْوس)، وقد حقَّق المنتخب الفلسطيني لقب البطولة، محققا بذلك انجازا تاريخيا لم يَسْبِق له مثيل، حيث فازَ منتخبُ فلسطين في النهائي على منتخب الفلبين بهدفٍ نظيف، لذلك سوف يبقى اسم جزر المالديف عالقٌ في أذهان كل مواطن فلسطيني وعربي مُحِبٌ للرياضة، واكتفى منتخب جُزُر المالديف بالمركز الثالث، بعدما تغلَّبَ على أفغانستان بركلاتٍ الترجيح، وقد أبدعت جُزُر المالديف في استضافة هذا الحدث الرياضي، فقامت بتقديم كافة التسهيلات للمشجعين، وللرياضيين، الأمرَ الذي يُدلِّلُ على اهتمام حكومة جُزر المالديف بالرياضة وممارستها والتشجيع عليها.

156 مشاهدة