صلاح الدين الأيوبي
صلاح الدين الأيوبي هو قائدٌ عسكريٌ إسلاميٌ، اسمه الملك الناصر أبو المظفّر صلاح الدين والدنيا يوسف بن أيوب، وصلاح الدين الأيوبي هو لقب اشتهر به، سطع نجم صلاح الدين الأيوبي بمرحلةٍ كانت الخلافة العباسية فيها أضعف حالٍ، فانقسمت إلى عدّة ممالك، ولم يكن للخليفة إلّا الدعاء له على منابر المساجد.
مولده ونشأته
يرجع نسب الأيوبيين إلى أيوب بن شاذي بن مروان من أهل أرمينيا من اُصول كردية، ولد صلاح الدين الأيوبي في العراق في مدينة تكريت عام 1138م، فكان والده نجم الدين أيوب والياً عليها، وصلاح الدين هو مؤسس الدولة الأيوبية، كان صلاح الدين مسلماً متصوفاً يتبّع المذهب السني، وكان يصطحب علماء الصوفية في مجالسه ويستمع لنصائحهم وآرائهم بأمور الدين والدنيا.
وفاته
أصيب صلاح الدين بمرض عجز أطباؤه عن شفائه، فتوفّي عام 1193م وحزن عامة الناس حزناً كبيراً على وفاته، فقد فقدت الأمة الإسلامية قائداً عسكرياً مفكراً حكيماً رحيماً، كما حزن أعداؤه أيضاً عليه لما اتصف به من شجاعةٍ ونبل. دفن صلاح الدين في المدرسة العزيزية قرب المسجد الأموي في دمشق بسوريا إلى جوار الملك نور الدين زنكي، لم يترك رحمه الله ضياعاً ولا أملاكاً؛ فقد كان يُنفق ماله على الصدقات والإحسان للفقراء.
أهم أعماله
استطاع صلاح الدين أن يوحدّ مصر والشام والحجاز واليمن تحت ظلّ الراية العباسية، بعد أن قضى على جميع الممالك والولايات التي كانت تتبع للخلافة العباسية بالاسم فقط، خاصةً وأنّ البعض من هذه الممالك قد بدأت تتحالف مع أنظمةٍ من الخارج.
كانت الكثير من مناطق بلاد الشام قد وقعت تحت السيطرة الصليبية، وبعد أن قضى صلاح الدين على الدولة الفاطمية في مصر أخذ يعدّ العدة للتوجه إلى بلاد الشام لمحاربة الصليبيين، فقاد عدّة حملات وحارب الصليبيين وانتصر عليهم، واستعاد الكثير من الأراضي المقدسة التي سيطروا عليها في فلسطين ولبنان وعلى رأسها مدينة القدس الشريف بعد هزيمتهم بمعركة حطين الخالدة.
أعماله في مصر
كانت مصر تحت حكم الدولة الفاطمية وبعد أن قهر صلاح الدين هذه الدولة ركّز جلّ اهتمامه على بناء دولةٍ قويةٍ في مصر لإيمانه بأهمية مصر في المحيط العربي، لذلك نلاحظ بأنّ حروبه وغزواته لم تمنعه من بناء اقتصادٍ قوي في مصر وقبل الاقتصاد تحقيق العدالة بين الناس، لتوفير الأمن في البلاد وتمّ تحقيق ذلك فشعر الفلاحون بالأمن والاستقرار، وانصرف كلّ شخص إلى عمله وتوقفت ثوراتهم، فكثر الإنتاج وتوسعت التجارة وعمّ الرخاء في البلاد.