مقدمة
الرس هي إحدى مدن المملكة العربية السعودية، على اسم تلك المدينة سميت المحافظة التي تقع فيها في منطقة القصيم في هضبة نجد. موقع الرس في الخريطة الإدارية للملكة العربية السعودية في المنتصف تقريباً، مما يجعل المدينة والمحافظة إحدى نقاط الإلتقاء بين شمال وجنوب المملكة وكذلك شرقها بغربها من خلال تقاطعات طرق النقل البري والتجارة الداخلية. تشتهر الرس بالفلفل الحار ويسميه أهل المدينة وماحولها (الحبحر).
حدود الرس
يحد الرس من الشمال كل من القرين والخبراء، ومن الشرق منطقة البدائع، ومن الجنوب دخنة، أما من الغرب فيحدها قصر بين عقيل والشنانة. وتبعد مدينة الرس عن الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية مسافة ثلاثمائة وخمسة وثمانون كيلومتراً، وعن المدينة المنورة مسافة أربعمائة كيلومتر، وعن مكة المكرمة حوالي سبعمائة وعشرون كيلومتراً. ويربط الرس بباقي المدن والقرى في نجد وبقية المملكة شبكة من الطرق المعبدة والسريعة. ومحافظة الرس من المحافظات متوسطة المساحة في المملكة، أما الرس المدينة فتبلغ مساحتها ما يقرب من سبعين ألف كيلومتر مربع، ومع التوسعات الجديدة على المدينة وضم العديد من القرى المحيطة بها التي تبلغ حوالي ألفا قرية، اتسعت المساحة لتصل إلى ثلاثمائة وخمسين كيلومتر مربع.
مدينة الرس
والرس مدينة تاريخية كانت مورداً للقبائل العربية في شبه الجزيرة، وكان يسكن الجزء الأكبر من نجد وخاصة القصيم قبائل بني أسد، التي تركت نجد لتحل محلها قبائل أخرى. وكان أول من سكن الرس بعد الأسديين بنو تميم الذين انتقلوا إليها من أشيقر، وتبعهم بنو لام ومن أشهر قبائلهم قبيلة الظفير وقبائل الفضول، إلى جانب آل كثير وآل مغيرة.
تتمتع الرس بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي المتوسط بين مدن القصيم بمناخ معتدل وهواء طيب ووفرة في المياه التي يمكن أن تكفي لسقاية الماشية، إلى جانب مرور ادي الرمة بالقرب من المدينة مما جعل من الأراضي المتواجدة حولها صالحة للزراعة، مما جعلها مقصداً للقبائل العربية والعشائر النغيرة الطامعة في أماكن وفيرة المياه ومعتدلة المناخ صالحة للإقامة والرعي. وتذكر كتب التاريخ التي تتحدث عن قبائل شبه الجزيرة العربية وعشائرها أن عشيرة آل جلاس وهم إحدى العشائر المنحدرة من العنزيين قد قاموا بالإغارة على الرس في أواخر القرن العاشر الهجري.
هذا وفي بدايات العصور الحديثة في شبه الجزيرة العربية كانت الرس أحد المدن التي غزاها طوسون باشا ابن محمد علي والي مصر بتحريض من الخليفة العثماني، وذلك في عام ألف ومائتان وثلاثون هجرية، وتلاها بعامين حملة أخرى بقيادة إبراهيم باشا أخيه لنفس الغرض.