قرحة المَعِدة
تُعرَّف قرحة المعدة (بالإنجليزية: Stomach Ulcer) على أنّها التقرُّحات المفتوحة التي تصيب جدار المعدة، وهي حالة شائعة نوعاً ما، وقد تؤثر في جميع الفئات العمرية، حتى الأطفال، إلا أنّها أكثر شيوعاً لدى من تجاوزت أعمارهم الستين عاماً، كما أنّ الرجال معرضون للإصابة بها بشكل أكبر من النساء.[١]
أعراض قرحة المعدة
تترافق الإصابة بقرحة المعدة مع ظهور عدّة أعراض وعلامات لدى المصاب بها، وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم المصابين بقرحة المعدة لا يشعرون بأيّ أعراض تدل على إصابتهم بها، ونذكر فيما يلي أبرز الأعراض المرافقة للإصابة بقرحة المعدة:[٢]
- ألم المعدة؛ وهو أكثر الأعراض شيوعاً في حالات الإصابة بقرحة المعدة، وفي العادة يكون هذا الألم أكثر سوءاً عندما تكون المعدة فارغة وفي ساعات الليل، ويمكن أن يختفي الألم بعد تناول مضادات الحموضة، ولكنّه يعود بعد زوال مفعولها.
- الامتلاء، وانتفاخ البطن، والتجشؤ.
- المعاناة من حرقة المعدة.
- التحسس تجاه الأطعمة الدهنية.
- الغثيان.
- التقيّؤ؛ مع احتمالية وجود الدم في القيء، ويظهر حينها باللون الأسود أو الأحمر.
- خروج الدم مع البراز؛ والذي يظهر باللون الأسود في هذه الحالة.
- صعوبة أو ضيق التنفس.
- الدوخة.
- فقدان الوزن بشكل غير مبرر.
- حدوث اضطرابات في الشهية.
أسباب قُرحة المعدة
هنالك عدد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بقرحة المعدة، مثل؛ العوامل الجينية، والتدخين، وتناول الكحول، واستخدام الستيرويدات بكثرة، وفرط إنتاج الكالسيوم، وكما ذكرنا سابقاً فإنّ قرحة المعدة قد تُصيب جميع الفئات العمرية، ولكن، يُعتبر الأطفال أقلّ عرضةً للإصابة بها، إلّا أنّ احتمالية إصابة الطفل بالقرحة ترتفع إذا كان أحد الوالدين مدخناً، وتجدر الإشارة إلى تعدُّد مُسببات الإصابة بقرحة المعدة، وفيما يلي ذكر لأبرز هذه المسببات:[٣]
- العدوى البكتيرية: حيث تتسبب العدوى ببكتيريا الملوية البوابية (بالإنجليزية: Helicobacter pylori) والتي تُعرف أيضاً باسم جرثومة المعدة، بإصابة جدار المعدة والاثني عشر بالالتهابات المزمنة، كما تُنتِج التقرحات فيها، وهي من أكثر أسباب قرحة المعدة شيوعاً، حيث يعاني حوالي 90% من المصابين بقرحة المعدة من العدوى بهذه البكتيريا، وتنتقل هذه العدوى من شخص لآخر، وتزداد فرصة الإصابة بها تبعاً للعِرْق، كما تُعتبر إصابة الأطفال الذين يعيشون في الدول النامية بعدوى جرثومة المعدة شائعة.[٤]
-
تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drugs)، وهي مجموعة من الأدوية التي تُخفّف الالتهاب وتسكّن الآلام، ومن أهمّ الآثار الجانبية لاستخدام هذه الأدوية أنّها ترفع احتمالية تشكُّل القرحة في المعدة، بالإضافة إلى عدد من الآثار السلبية الأخرى، ومنها؛ ارتفاع احتمالية الإصابة بالنوبة القلبية والسكتة الدماغية، وبشكل عام نكر من الحالات التي يتمّ استخدام هذه الأدوية في علاجها ما يلي:[٥]
- التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
- التهاب الأوتار.
- الفُصال العظمي (بالإنجيزية: Osteoarthritis).
- آلام العضلات.
- آلام الظهر.
- آلام الأسنان.
- آلام النقرس (بالإنجليزية: Gout).
- تشنجات الحيض.
- التهاب الجِراب (بالإنجليزية: Bursitis).
- فرط حموضة المعدة: وهو من الأسباب الأقلّ شيوعاً للإصابة بقرحة المعدة، ويعود السبب وراء ارتفاع حموضة المعدة إلى عدّة عوامل، كالعوامل الجينية، والتدخين، وتناول بعض أنواع الأطعمة، والتعرض لمصادر التوتر والضغط النفسي.[٣]
- الإصابة بمتلازمة زولينجر إيليسون: (بالإنجليزية: Zollinger-Ellison syndrome)، وهي حالة تتسبب بارتفاع منسوب هرمون الجاسترين (بالإنجليزية: Gastrin)، مما يؤدي إلى ازدياد إنتاج المعدة للأحماض بشكل مفرط، وتنتج هذه الحالة عادةً عن وجود ورم أو أكثر في البنكرياس، أو في المنطقة العلوية من الأمعاء الدقيقة، وتُصنّف هذه الأورام على أنّها سرطانية في حوالي نصف الحالات، وقد تنتقل أيضاً إلى الكبد أو الغدد اللمفاوية القريبة.[٦]
علاج قرحة المعدة
لا يكفي اتباع حمية صحية للشفاء من قرحة المعدة، ولكنّها قد تعود بالنّفع على الجهاز الهضمي والصحة العامة للجسم، ومن الممكن لبعض الأطعمة أن تُساعد على التخلص من بكتيريا الملوية البوابية، حيث يُنصح بأن تحتوي الحمية الغذائية على الخضراوات والفواكه، مثل؛ البروكلي، والملفوف، والسبانخ، والتفاح، والفراولة، والتوت، والأغذية الغنيّة بالبروبيوتيك كالألبان وغيرها، بالإضافة إلى زيت الزيتون، أمّا فيما يتعلّق بعلاج قرحة المعدة، فيتمّ ذلك بناءً على تقييم الحالة ومُسبّبات الإصابة بها، إذ يتمّ العلاج باستخدام العلاجات الدوائية أو بالخضوع للعمليات الجراحية، وغيرها، ونذكر فيما يلي أهم طرق علاج قرحة المعدة:[٧][٨]
- علاج العدوى البكتيرية: إذا كانت بكتيريا الملوية البوابية المُسبّب لحدوث قرحة المعدة، فعندها قد ينصح الطبيب باستخدام المضادات الحيوية، ومُثبطات المضخة البروتونية (بالإنجليزية: Proton pump inhibitors)، وهي أدوية تعمل على وقف عمل الخلايا التي تُنتج أحماض المعدة.
- استخدام مثبطات مستقبلات H2: وهي أدوية تعمل على تثبيط إنتاج أحماض المعدة.
- استخدام مضادات الحموضة: (بالإنجليزية: Antacids)، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدام هذه الأدوية يساعد على تخفيف الآلام المُصاحبة لقرحة المعدة، ولكن لفترة قصيرة فقط، لذلك يُنصح بمشاورة الطبيب للتخلص من هذه الآلام.
- تناول البروبيوتيك: (بالإنجليزية: Probiotics)، وهي بكتيريا نافعة قد تساعد على التخلص من بكتيريا المعدة.
- إيقاف استخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: حيث يُمكن استخدام الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) لتخفيف الآلام بدلاً منها.
- استخدام مكملات البيزموث: (بالإنجليزية: Bismuth supplement)، وهو دواء يُستخدم في علاج اضطرابات المعدة، والشعور بالغثيان، والإسهال، وحموضة المعدة، ويُفضّل استشارة الطبيب قبل البدء بتناول هذا الدواء.[٧][٩]
-
الخضوع للعمليّات الجراحية: حيث يتمّ اللجوء للإجراء الجراحي في حالات نادرة، وذلك عند عدم القدرة على علاج القرحة، وعدم استجابتها للأدوية المُستخدمة، وعند حدوث النزيف، أو عند إعاقة القرحة لجريان الطعام إلى الأمعاء الدقيقة، حيث توجد خيارات عديدة لعلاج القرحة بالجراحة، وذلك يتضمن ما يلي من الإجراءات:[٧][٨]
- استئصال القرحة بالكامل.
- استبدال الأنسجة في موضع القرحة بأخرى سليمة من الأمعاء.
- إغلاق الأوعية الدموية المُصابة بالنزيف.
- قطع الإمداد العصبي عن المعدة، وذلك لتقليل إنتاجها للأحماض.
المراجع
- ↑ "Stomach ulcer", www.nhs.uk, Retrieved 23-5-2019. Edited.
- ↑ "Peptic ulcer", www.mayoclinic.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Everything you need to know about stomach ulcers", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis, "H. pylori Infection"، www.medicinenet.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ↑ "Non-Steroidal Anti-Inflammatory Medicines (NSAIDs)", www.my.clevelandclinic.org, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ↑ "Zollinger-Ellison syndrome", www.medlineplus.gov, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Saurabh Sethi, "Stomach Ulcers and What You Can Do About Them"، www.healthline.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Peptic Ulcers (Stomach Ulcers)", www.webmd.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.
- ↑ "Bismuth", www.webmd.com, Retrieved 26-5-2019. Edited.