شعر الحب
يتميّز شعر الحبّ عن بقيّة أنواع الشّعر الأخرى فهو الأقرب إلى القلب، والأكثر تعبيراً عن المشاعر، خاصّةً عند المُحبّين، فتراهم يهيمون بمشاعرهم وحبّهم دون القدرة على التّعبير عمّا يجول في داخلهم، فيأتي الشّعر الغزلي تعبيراً لما يمرّون به، وجاء الشّعر العربيّ الغزليّ زاخراً غنيّاً بأنواعٍ مختلفة تتماشى ومشاعرهم باختلافها فلا يوجد شاعر إلّا وقد لامس قلبه الحب.
أبيات من الشعر الحديث عن الحب
رسالة حب صغيرة
نزار قباني شاعر ودبلوماسي سوري من العصر الحديث، صدر أول ديوان له عام 1944م الذي كان بعنوان قالت لي السمراء، وقد بلغ عدد الدواوين التي كتبها خلال نصف قرن 35 ديواناً، وقد قال عنه النقاد إنّه مدرسة شعرية، وقد كتب نزار قباني قصيدة رسالة حب صغيرة وهي من أجمل القصائد التي قيلت في الحب في العصر الحديث:[١]
حبيبتي ، لديَّ شيءٌ كثيرْ
أقولُهُ ، لديَّ شيءٌ كثيرْ ..
من أينَ ؟ يا غاليتي أَبتدي
و كلُّ ما فيكِ.. أميرٌ.. أميرْ
يا أنتِ يا جاعلةً أَحْرُفي
ممّا بها شَرَانِقاً للحريرْ
هذي أغانيَّ و هذا أنا
يَضُمُّنا هذا الكِتابُ الصغيرْ
غداً .. إذا قَلَّبْتِ أوراقَهُ
و اشتاقَ مِصباحٌ و غنّى سرير..
واخْضَوْضَرَتْ من شوقها، أحرفٌ
و أوشكتْ فواصلٌ أن تطيرْ
فلا تقولي : يا لهذا الفتى
أخْبرَ عَنّي المنحنى و الغديرْ
و اللّوزَ .. و التوليبَ حتى أنا
تسيرُ بِيَ الدنيا إذا ما أسيرْ
و قالَ ما قالَ فلا نجمةٌ
إلاّ عليها مِنْ عَبيري عَبيرْ
غداً .. يراني الناسُ في شِعْرِهِ
فَمَاً نَبيذِيّاً، و شَعْراً قَصيرْ
دعي حَكايا الناسِ.. لَنْ تُصْبِحِي
كَبيرَةً .. إلاّ بِحُبِّي الكَبيرْ
ماذا تصيرُ الأرضُ لو لم نكنْ
لو لَمْ تكنْ عَيناكِ... ماذا تصيرْ ؟
قصيدة مضناك جفاه مرقده
أحمد شوقي كاتب وشاعر مصري، لُقّب بأمير الشعراء، كتب ديواناً ضخماً أطلق عليه اسم الشوقيات يتألف ديوانه من أربعة أجزاء، وتعتبر قصيدة مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه للشاعر أحمد شوقي من أجمل القصائد التي وصفت لوعة الحب وما يعانيه العشاق في حبهم ومن أبياتها ما يأتي:[٢]
مُضناك جفاهُ مَرْقَدُه
-
-
-
-
- وبكاه ورَحَّمَ عُوَّدُهُ
-
-
-
حيرانُ القلبِ مُعَذَّبُهُ
-
-
-
-
- مقروح الجفنِ مسهَّدُه
-
-
-
أودى حرفاً إلا رمقاً
-
-
-
-
- يُبقيه عليك وتُنْفِدهُ
-
-
-
يستهوي الوُرْق تأوُّهه
-
-
-
-
- ويذيب الصخرَ تنهُّدهُ
-
-
-
ويناجي النجمَ ويُتعبه
-
-
-
-
- ويُقيم الليلَ ويُقْعِدهُ
-
-
-
ويعلم كلَّ مُطوَّقة ٍ
-
-
-
-
- شجناً في الدَّوحِ تُردِّدهُ
-
-
-
كم مدّ لِطَيْفِكَ من شَرَكٍ
-
-
-
-
- وتأدّب لا يتصيَّدهُ
-
-
-
فعساك بغُمْضٍ مُسعِفهُ
-
-
-
-
- ولعلّ خيالك مُسعِدهُ
-
-
-
الحسنُ حَلَفْتُ بيُوسُفِهِ
-
-
-
-
- والسُّورَة ِ إنك مُفرَدهُ
-
-
-
قد وَدَّ جمالك أو قبساً
-
-
-
-
- حوراءُ الخُلْدِ وأَمْرَدُه
-
-
-
وتمنَّت كلٌّ مُقطَّعة ٍ
-
-
-
-
- يدَها لو تُبْعَث تَشهدُهُ
-
-
-
جَحَدَتْ عَيْنَاك زَكِيَّ دَمِي
-
-
-
-
- أكذلك خدُّك يَجْحَدُه؟
-
-
-
قد عزَّ شُهودي إذ رمَتا
-
-
-
-
- فأشرت لخدِّك أشهده
-
-
-
وهممتُ بجيدِك أشرَكُه
-
-
-
-
- فأبى ، واستكبر أصيَدُه
-
-
-
وهزَزْتُ قَوَامَك أَعْطِفهُ
-
-
-
-
- فَنَبا، وتمنَّع أَمْلَدُه
-
-
-
سببٌ لرضاك أُمَهِّده
-
-
-
-
- ما بالُ الخصْرِ يُعَقِّدُه؟
-
-
-
بيني في الحبِّ وبينك ما
-
-
-
-
- لا يَقْدِرُ واشٍ يُفْسِدُه
-
-
-
ما بالُ العاذِلِ يَفتح لي
-
-
-
-
- بابَ السُّلْوانِ وأُوصِدُه؟
-
-
-
ويقول : تكاد تجنُّ به
-
-
-
-
- فأَقول: وأُوشِكُ أَعْبُده
-
-
-
مَوْلايَ ورُوحِي في يَدِه
-
-
-
-
- قد ضَيَّعها سَلِمتْ يَدُه
-
-
-
ناقوسُ القلبِ يدقُّ لهُ
-
-
-
-
- وحنايا الأَضْلُعِ مَعْبَدُه
-
-
-
قسماً بثنايا لؤلُئِها
-
-
-
-
- قسم الياقوت منضده
-
-
-
ورضابٍ يوعدُ كوثرهُ
-
-
-
-
- مَقتولُ العِشقِ ومُشْهَدُه
-
-
-
وبخالٍ كاد يحجُّ له
-
-
-
-
- لو كان يقبَّل أسوده
-
-
-
وقَوامٍ يَرْوي الغُصْنُ له
-
-
-
-
- نَسَباً، والرُّمْحُ يُفَنِّدُه
-
-
-
وبخصرٍ أوهَنَ مِنْ جَلَدِي
-
-
-
-
- وعَوَادِي الهجر تُبدِّدُه
-
-
-
ما خنت هواك ، ولا خطرتْ
-
-
-
-
- سلوى بالقلب تبرده
-
-
-
الرجل والمرأة
إيليا أبو ماضي شاعر من لبنان ويعتبر من أهم شعراء المهجر في القرن العشرين، نظم الشعر في الموضوعات الوطنية والسياسة، ومن أهم الدواوين التي كتبها: الجداول، وتبر وتراب، وتذكار الماضي، والخمائل، وقد تغنى الشاعر إيليا أبو ماضي في قصيدته بالمرأة ومن أبيات القصيدة ما يأتي:[٣]
يا ربّ قائلة و القول أجمله
-
-
-
-
- ما كان من غادة حتى و لو كذبا
-
-
-
إلى م تحتقر الغادات بينكم
-
-
-
-
- و هنّ في الكون أرقى منكم رتبا
-
-
-
كن لكم سببا في كلّ مكرمة
-
-
-
-
- و كنتم في شقاء المرأة السّببا
-
-
-
زعمتم أنّهنّ خاملات نهى
-
-
-
-
- و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا
-
-
-
فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية
-
-
-
-
- لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا
-
-
-
لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّلأن
-
-
-
-
- لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا
-
-
-
هيهات تعدل حسناء إذا حكمت
-
-
-
-
- فا الظلم طبع على الغادات قد غلبا
-
-
-
يحارب الرّجل الدنيا فيخضعها
-
-
-
-
- و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا
-
-
-
يرنو فتضطرب الآساد خائفة
-
-
-
-
- فإن رنت حسن ظلّ مضطربا
-
-
-
فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا
-
-
-
-
- و إن تشأ أودعت أحشاءه لهبا
-
-
-
يفنى الليالي في همّ و في تعب
-
-
-
-
- حذار أن تشكي من دهرها تعبا
-
-
-
و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها
-
-
-
-
- أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا
-
-
-
يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة
-
-
-
-
- و يحمل الهمّ عنها راضيا طربا
-
-
-
فما الذي نفحته الغانيات به
-
-
-
-
- سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟
-
-
-
هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن
-
-
-
-
- ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا
-
-
-
عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى
-
-
-
-
- أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا
-
-
-
بعد العاصفة
ومن أجمل القصائد التي قالها نزار قباني في الحب قصيدة بعد العاصفة والتي يبين فيها حبه لحبيبته رغم كل الظروف ورغم ماضيه الذي لا يهمه ما دامت بقربه الآن:[٤]
أتُحبّني . بعد الذي كانا؟
إني أحبّكِ رغم ما كانا
ماضيكِ. لا أنوي إثارتَهُ
حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا..
تَتَبسّمينَ.. وتُمْسكين يدي
فيعود شكّي فيكِ إيمانا..
عن أمسِ . لا تتكلّمي أبداً..
وتألّقي شَعْراً.. وأجفانا
أخطاؤكِ الصُغرى.. أمرّ بها
وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا..
لولا المحبّةُ في جوانحه
ما أصبحَ الإنسانُ إنسانا..
عامٌ مضى. وبقيتِ غاليةً
لا هُنْتِ أنتِ ولا الهوى هانا..
إني أحبّكِ . كيف يمكنني؟
أن أشعلَ التاريخَ نيرانا
وبه معابدُنا، جرائدُنا،
أقداحُ قهوتِنا، زوايانا
طفليْنِ كُنّا.. في تصرّفنا
وغرورِنا، وضلالِ دعوانا
كَلماتُنا الرعْناءُ .. مضحكةٌ
ما كان أغباها.. وأغبانا
فَلَكَمْ ذهبتِ وأنتِ غاضبةٌ
ولكّمْ قسوتُ عليكِ أحيانا..
ولربّما انقطعتْ رسائلُنا
ولربّما انقطعتْ هدايانا..
مهما غَلَوْنا في عداوتنا
فالحبُّ أكبرُ من خطايانا..
عيناكِ نَيْسَانانِ.. كيف أنا
أغتالُ في عينيكِ نَيْسَانا؟
قدرُ علينا أن نكون معاً
يا حلوتي. رغم الذي كانا..
إنّ الحديقةَ لا خيارَ لها
إنْ أطلعتْ ورقاً وأغصانا..
هذا الهوى ضوءٌ بداخلنا
ورفيقُنا.. ورفيقُ نجوانا
طفلٌ نداريهِ ونعبُدُهُ
مهما بكى معنا.. وأبكانا..
أحزانُنا منهُ.. ونسألهُ
لو زادنا دمعاً.. وأحزانا..
هاتي يديْكِ.. فأنتِ زنبقتي
وحبيبتي. رغم الذي كانا..
أبيات من الشعر الجاهلي عن الحب
نُقدّم لكم أبياتاً في الحبّ، وفي عتاب الأحبّة، وفي الحزن المختلط بالحبّ.
أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني
السموأل هو السموأل بن غريض بن عادياء بن رفاعة بن الحارث الأزدي، شاعر من العصر الجاهلي، وقد كان من أشهر الشعراء في عصره، عُرف عنه شدّة وفائه بالعهد وضرب به المثل في ذلك، ويقول السموأل في قصيدته أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني والتي يخاطب فيها عاذلته قائلاً:[٥]
أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني
-
-
-
-
- فكمْ منْ أمرِ عاذلة ٍ عصيتُ
-
-
-
دَعيني وارشُدي إن كنتُ أغوى
-
-
-
-
- ولا تغويْ زعمتِ كما غويتُ
-
-
-
أعاذلَ قدْ أطلتِ اللومَ حتى
-
-
-
-
- لو انِّي مُنْتَهٍ لقدِ انتَهَيْت
-
-
-
وصفراءِ المعاصمِ قدْ دعتني
-
-
-
-
- إلى وصلٍ فقلتُ لها أبيتُ
-
-
-
وزِقٍّ قد جَرَرْتُ إلى النَّدامَى
-
-
-
-
- وزِقٍّ قد شرِبتُ وقد سَقَيت
-
-
-
وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ
-
-
-
-
- بكى منْ عذلِ عاذلة ٍ بكيتُ
-
-
-
ألا يا بَيْتُ بالعلياءِ بَيْتُ
-
-
-
-
- ولولا حبُّ أهلكَ ما أتيتُ
-
-
-
ألا يا بَيْتُ أهْلُكَ أوعَدوني
-
-
-
-
- كأنّي كلَّ ذَنْبِهِمِ جَنيْت
-
-
-
إذا ما فاتني لحمُ غريضُ
-
-
-
-
- ضربتُ ذراعَ بكري فاشتويتُ
-
-
-
إنّ الحبيبة حبها لم ينفد
المتلمّس الضبعي شاعر من العصر الجاهلي، اسمه جرير بن عبد المسيح الضبعي، كان يحب الصيد كثيراً، وقد لقي معاداة من قومه الذين اتهموه بالسحر والمس؛ وذلك لأنّه كان يستهزئ بالأوثان والأصنام، ويعتبر المتلمس من المقلين في الشعر، ويقول المتلمس في قصيدته إنّ الحبيبة حبها لم ينفد الأبيات الآتية:[٦]
إِنَّ الحَبيبَةَ حُبُّها لَم يَنفَدِ
-
-
-
-
- وَاليَأسُ يُسلي لَو سَلَوتَ أَخادَدِ
-
-
-
قَد طالَ ما أَحبَبتَها وَوَدِدتَها
-
-
-
-
- لَو كانَ يُغني عَنكَ طولُ تَوَدُّدِ
-
-
-
إنَّ العِراقَ وَأَهلَهُ كانُوا الهَوى
-
-
-
-
- فَإِذا نَأى بي وُدُّهُم فَليَبعُدِ
-
-
-
فَلتَترُكَنَّهُمُ بِلَيلٍ ناقَتيتَذَرُ
-
-
-
-
- السِماكَ وَتَهتَدي بِالفَرقَدِ
-
-
-
تَعدو إِذا وَقَعَ المُمَرُّ بِدَفِّها
-
-
-
-
- عَدوَ النَحوصِ تَخافُ ضيقَ المَرصَدِ
-
-
-
أُجُدٌ إِذا اِستَنفَرتُها مِن مَبرَكٍ
-
-
-
-
- حُلِبَت مَغابِنُها بِرُبٍّ مُعقَدِ
-
-
-
وَإِذا الرِكابُ تَواكَلَت بَعدَ السُرى
-
-
-
-
- وَجَرى السَرابُ عَلى مُتونِ الجَدجَدِ
-
-
-
مَرِحَت وَطاحَ المَروُ مِن أَخفافِها
-
-
-
-
- جَذبَ القَرينَةِ لِلنَجاءِ الأَجرَدِ
-
-
-
لِبِلادِ قَومٍ لا يُرامُ هَدِيُّهُم
-
-
-
-
- وَهَدِيُّ قَومٍ آخَرينَ هُوَ الرَدِي
-
-
-
كَطُرَيفَةَ بنِ العَبدِ كانَ هَدِيَّهُم
-
-
-
-
- ضَربوا قَذالَةَ رَأسِهِ بِمُهَنَّدِ
-
-
-
وَاِبنى أُمامَةَ قَد أَخَذتَ كِلَيهِما
-
-
-
-
- وَإِخالُ أنَّكَ ثالِثٌ بِالأَسوَدِ
-
-
-
إِنَّ الخيانَةَ وَالمَغالَةَ وَالخَنا
-
-
-
-
- وَالغَدرَ أَترُكُهُ بِبَلدَةِ مُفسِدِ
-
-
-
أتاني طيف عبلة في المنام
أحبّ عنترة عبلة ابنة عمه حباً شديداً، حيث كانت عبلة من أجمل فتيات قومها، وقد تقدم عنترة لخطبة عبلة، ولكنّ أبوها رفض أن يزوجها من رجل أسود، وقد طلب منه مهراً لابنته ألف ناقة من نوق النعمان حتّى يعجزه، وخرج عبلة ليجلب مهرها وبعد معاناة شديدة وتعرضه للعديد من الأخطار نجح في ذلك، ولكنّ عمه عاد يماطله، وقد اختلفت كتب التاريخ فيما إذا كان قد تزوجها أم لا، ويقول عنترة واصفاً طيف عبلة الذي أتاه في المنام تعبيراً منه عن حبه الشديد لها الأبيات الآتية:[٧]
أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنامِ
-
-
-
-
- فقبَّلني ثلاثاً في اللثامِ
-
-
-
وودَّعني فأودعني لهيباً
-
-
-
-
- أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي
-
-
-
ولو أنني أخْلو بنفْسي
-
-
-
-
- وأطفي بالدُّموع جوى غرامي
-
-
-
لَمتُّ أسى ً وكم أشْكو لأَني
-
-
-
-
- وأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي
-
-
-
أيا ابنة َ مالكٍ كيفَ التَّسلّي
-
-
-
-
- وعهدُ هواك من عهدِ الفِطام
-
-
-
وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماً
-
-
-
-
- وحولَ خباكِ آسادُ الإجام
-
-
-
وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي
-
-
-
-
- بغيرِ الصبر يا بنتَ الكرام
-
-
-
إلى أنْ أرتقي درجَ المعالي
-
-
-
-
- بطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام
-
-
-
أنا العبدُ الذي خُبّرْتِ عنه
-
-
-
-
- رَعيْتُ جِمالَ قوْمي منْ فِطامي
-
-
-
أروحُ من الصَّباح إلى مغيبٍ
-
-
-
-
- وأرقُدُ بينَ أطْنابِ الخِيامِ
-
-
-
أذِلُّ لعبْلةٍ منْ فَرْطِ وجْدي
-
-
-
-
- وأجعلها من الدُّنيا اهتمامي
-
-
-
وأمْتثِلُ الأَوامرَ منْ أَبيها
-
-
-
-
- وقد مَلكَ الهوى مني زمامي
-
-
-
رضيتُ بحبّها طوْعاً وكُرْهاً
-
-
-
-
- فهلْ أحظى بها قبلَ الحمام
-
-
-
وإنْ عابتْ سوادي فهو فخري
-
-
-
-
- لأني فارسٌ من نسل حام
-
-
-
ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرّواسي
-
-
-
-
- وذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نام
-
-
-
ومنْ عَجبي أَصيدُ الأُسْد قَهْراً
-
-
-
-
- وأَفتَرسُ الضَّواري كالهوَام
-
-
-
وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطو
-
-
-
-
- عليَّ مها الشَّرِبَّة ِ والخُزام
-
-
-
لَعَمْرُ أبيكَ لا أَسْلو هَواها
-
-
-
-
- ولو طحنتْ محبَّتها عظامي
-
-
-
عليْكِ أَيا عُبيْلة ُ كلَّ يوْمٍ
-
-
-
-
- سلامٌ في سلامِ في سلامِ
-
-
-
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
امرؤ القيس شاعر من أهم شعراء العرب الجاهليين من قبيلة كندة، لُقّب بالمَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وقد وصف امرؤ القيس في قصيدته قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزِل ما حل به على فراق من يحب ومن أبياتها ما يأتي:[٨]
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل
-
-
-
-
- بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ
-
-
-
فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمهاَ
-
-
-
-
- لما نسجتْها من جَنُوب وَشَمْأَلِ
-
-
-
ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها
-
-
-
-
- وقيعانها كأنه حبَّ فلفل
-
-
-
كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلّوا
-
-
-
-
- لدى سَمُراتِ الحَيّ ناقِفُ حنظلِ
-
-
-
وُقوفاً بها صَحْبي عَليَّ مَطِيَّهُمْ
-
-
-
-
- يقُولون لا تهلكْ أسى ً وتجمّل
-
-
-
وإنَّ شفائي عبرة ٌ مهراقة ٌ
-
-
-
-
- فهلْ عند رَسمٍ دارِسٍ من مُعوَّلِ
-
-
-
كدأبكَ من أمِّ الحويَرثِ قبلها
-
-
-
-
- وجارتها أمَّ الربابِ بمأسل
-
-
-
فَفاضَت دُموعُ العَينِ مِنّي صَبابَةً
-
-
-
-
- عَلى النَحرِ حَتّى بَلَّ دَمعِيَ مِحمَلي
-
-
-
ألا ربَّ يومٍ لك مِنْهُنَّ صالح
-
-
-
-
- ولا سيّما يومٍ بدارَة ِ جُلْجُلِ
-
-
-
ويوم عقرتُ للعذارى مطيتي
-
-
-
-
- فيا عَجَباً من كورِها المُتَحَمَّلِ
-
-
-
فظلَّ العذارى يرتمينَ بلحمها
-
-
-
-
- وشحمٍ كهداب الدمقس المفتل
-
-
-
ويوم دخلتُ الخدرِ خدر عنيزة
-
-
-
-
- فقالت لك الويلات إنكَ مُرجلي
-
-
-
تقولُ وقد مالَ الغَبيطُ بنا معاً
-
-
-
-
- عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزلِ
-
-
-
فقُلتُ لها سيري وأرْخي زِمامَهُ
-
-
-
-
-
- ولا تُبعديني من جناك المعللِ
-
-
-
-
فمِثلِكِ حُبْلى قد طَرَقْتُ ومُرْضعٍ
-
-
-
-
- فألهيتُها عن ذي تمائمَ محول
-
-
-
إذا ما بكى من خلفها انْصَرَفَتْ لهُ
-
-
-
-
- بشِقٍّ وَتحتي شِقُّها لم يُحَوَّلِ
-
-
-
ويوماً على ظهر الكثيبِ تعذَّرت
-
-
-
-
- عَليّ وَآلَتْ حَلْفَة ً لم تَحَلَّلِ
-
-
-
أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلل
-
-
-
-
- وإن كنتِ قد أزمعت صرمي فأجملي
-
-
-
وَإنْ تكُ قد ساءتكِ مني خَليقَة ٌ
-
-
-
-
- فسُلّي ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
-
-
-
أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي
-
-
-
-
- وأنكِ مهما تأمري القلب يفعل
-
-
-
ومَا ذَرَفَتْ عَيْناكِ إلا لتَضْرِبي
-
-
-
-
- بسَهمَيكِ في أعشارِ قَلبٍ مُقَتَّلِ
-
-
-
و بيضة ِ خدر لا يرامُ خباؤها
-
-
-
-
- تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
-
-
-
تجاوزْتُ أحْراساً إلَيها ومَعْشَراً
-
-
-
-
- عليّ حِراساً لو يُسروّن* مقتلي
-
-
-
إذا ما الثريا في السماء تعرضت
-
-
-
-
- تعرضَ أثناء الوشاح المفصَّلِ
-
-
-
فجِئْتُ وقد نَضَّتْ لنَوْمٍ ثيابَها
-
-
-
-
- لدى السِّترِ إلاَّ لِبْسَة َ المُتَفَضِّلِ
-
-
-
فقالت يمين الله ما لكَ حيلة ٌ
-
-
-
-
- وما إن أرى عنك الغواية َ تنجلي
-
-
-
خَرَجْتُ بها أمشي تَجُرّ وَراءَنا
-
-
-
-
- على أثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ
-
-
-
فلما أجزْنا ساحة الحيِّ وانتحى
-
-
-
-
- بنا بطنُ خَبْتٍ ذي حِقافٍ عَقَنْقَلِ
-
-
-
هصرتُ بِفودي رأسها فتمايلت
-
-
-
-
- عليَّ هضيمَ الكَشحِ رِيّا المُخَلخَلِ
-
-
-
إِذا اِلتَفَتَت نَحوي تَضَوَّعَ ريحُها
-
-
-
-
- نَسيمَ الصَبا جاءَت بِرَيّا القَرَنفُلِ
-
-
-
مُهَفْهَفَة ٌ بَيْضاءُ غيرُ مُفاضَة ٍ
-
-
-
-
- ترائبها مصقولة ٌ كالسجنجل
-
-
-
كِبِكْرِ المُقاناة ِ البَياضِ بصُفْرَة ٍ
-
-
-
-
- غذاها نميرُ الماء غير المحللِِ
-
-
-
تصد وتبدي عن أسيلٍ وتتَّقي
-
-
-
-
- بناظرَة ٍ من وَحش وَجْرَة َ مُطفِلِ
-
-
-
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش
-
-
-
-
- إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
-
-
-
وَفَرعٍ يَزينُ المَتنَ أَسوَدَ فاحِمٍ
-
-
-
-
- أَثيثٍ كَقِنوِ النَخلَةِ المُتَعَثكِلِ
-
-
-
غَدائِرُها مُستَشزِراتٌ إِلى العُلا
-
-
-
-
- تَضِلُّ العِقاصَ في مُثَنّىً وَمُرسَلِ
-
-
-
وكشح لطيف كالجديل مخصر
-
-
-
-
- وساق كأنبوبِ السقي المُذلل
-
-
-
- ↑ "رسالة حب صغيرة "، www.poetsgate.com.
- ↑ أحمد شوقي، "مضناك جفاه مرقده"، www.adab.com.
- ↑ إيليا أبو ماضي، "الرجل و المرأة"، www.adab.com.
- ↑ محمد الزينو السلوم، أعمال الشاعر نزار قباني (الطبعة الأولى)، صفحة 73-75، جزء الرابع.
- ↑ السموأل، "أعاذلتي ألا لاَ تعذ ليني"، www.adab.com.
- ↑ "إن الحبيبة حبها لم ينفد"، www.adab.com.
- ↑ عنترة بن شداد، "أتاني طيف عبلة في المنام"، www.aldiwan.net.
- ↑ امرؤ القيس، "قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل"، www.adab.com.